وكانت العرب تطلق على شهر رمضان اسم ديْمر. وكانوا يبدأون سنتهم بشهر ديمر هذا، أما المحرم فكانوا يدعونه موجب، رمضان أم ديمر، فلا يوجد اختلاف كبير وإن تعددت الأسماء فالأجواء الرمضانية والجانب الروحاني والديني يحيطان بكل شيء منذ رؤية هلال شهر رمضان المبارك إلى لحظات تحري هلال العيد، ويرتبط الشهر الكريم بعادات اجتماعية وممارسات مختلفة تمنحه المزيد من التميز، فينتشر بشكل عام الخير والمساهمة في إفطار المحتاجين وتقديم المساعدات.
واستقبل رسولنا -صلى الله عليه وسلم- شهر الرحمات والبركات قائلاً: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْر بَرَكَةٍ، يغْشَاكُمْ اللهُ فِيهِ، فَيُنْزِلُ الرَّحْمَة، وَيَحُطُّ الخَطَايَا، وَيَسْتَجِيبُ فِيهِ الدُّعاءَ، يَنْظُرُ اللهُ إِلى تَنَافُسِكُمْ فِيهِ، وَيُبَاهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ، فَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْراً، فَإِنَّ الشَّقِيّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَة اللهِ»، وهكذا كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يستقبل هذا الشهر المبارك؛ ليلفت الأنظار إلى جانب البركات والمِنَحِ والرحمات، التي يُسبغها الله -سبحانه وتعالى- على عباده المؤمنين، لينهضوا إلى طاعته سبحانه وتعالى، قريرة أعينهم، طَيِّبة نفوسهم، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الكرام -رضي الله عنهم أجمعين- يحيون أيامه ولياليه بالصيام والقيام وقراءة القرآن وفعل الخيرات.
فالحمد لله أن بلغنا شهر رمضان بنعمة منه وفضل، ونحن في صحة وعافية وأمن وإيمان، فهو أهل الحمد والفضل.
فلنجدد النية والعزم على استغلال أيامه ولياليه، لاغتنام فرصه وجني ثماره، وليرى الله فينا خيرا في شهرنا، وليكن التقوى هو هدفنا وشعارنا، ولنتسابق للخيرات من أول أيامه، فالنفوس مهيأة لذلك.