الذكرى الرابعة، التي نجدد فيها بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، هي أيضا مناسبة للاحتفاء بما تحقق من إنجازات تنموية وقفزات سابقت الزمن بسرعة الضوء منذ أعلن سموه «حفظه الله» إطلاق رؤية المملكة 2030، التي رسمت خارطة الطريق لمستقبل أكثر إشراقا وتطورا، وهو إعلان بلغت أصداء أفعاله وما تم ولا يزال يتحقق من تطلعاته من مشاريع وإنجازات وإصلاحات شملت كل القطاعات الصناعية والتجارية والتعليمية والصحية والأمنية، بلغت آفاق ذلك أنحاء أكثر دول العالم تقدما، التي كما أشادت بهذه الرؤية وما جاءت به من فرص حديثة ومتجددة، خاصة فيما يتعلق بالتعاملات التجارية وتنوع مصادر الاستثمار والدخل، باتت تلك الدول حريصة على أن تكون جزءا من هذه الفرص، التي نجحت من خلالها 2030 في تغيير بوصلة الاهتمام الدولي ليكون منسجما مع مساراتها وهو دليل على حكمة وحنكة ولي العهد «حفظه الله»، وقدرات وتأثير وشمولية أهداف رؤيته وطموحاته، التي تعانق عنان السماء.
لن يكون مستغربا أن يخرج قائد لشعبه في دولة ما يتحدث عما لديه من إستراتيجيات وتخطيط تنموي واعدا بالكثير من التحسين والتيسير للمواطنين والازدهار لبلادهم، ولكن عبر الأزمنة يتضح أن غالبية ما احتواه ذلك الموقف لم يصمد أمام أول وأبسط التحديات لتظل عقارب الزمن متوقفة عند اللحظة، التي فرغ منها ذلك الرئيس أو الحاكم من حديثه، الذي تحول إلى مجرد حبر على ورق، بينما حين نرصد المشهد الراهن في المملكة العربية السعودية وما يحدث من نقلة نوعية وتغيير لامس أدق تفاصيل مقومات جودة الحياة ليرتقي بها لأعلى المستويات وكل الأصعدة، التي من شأنها ضمان رفاهية المواطن وفي ذات الوقت استثماره كونه الركيزة، التي تنطلق منها ولأجلها خطط وأفعال ورؤية سمو ولي العهد في تحقيق نهضة شاملة، وكيف أن هذه الرؤية ورغم الظروف الاستثنائية، التي جاءت بها جائحة كورونا المستجد، التي تعتبر أزمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، وطالت تأثيرها دورة الحياة الطبيعية في أكثر دول العالم تقدما، إلا أن المسيرة هنا تستديم بثبات وثقة واتزان، فبين التسخير التام لقدرات مختلف قطاعات الدولة لضمان سلامة الإنسان، وبين استدامة دورة الحياة الطبيعية ومسيرة الوطن التنموية، فنحن هنا أمام دلائل سُجلت بأحرف من ذهب لقائد استثنائي تصنع أقواله التاريخ، وترتقي أفعاله بالحاضر وترسم رؤيته ملامح المستقبل.