محاولة لتفكيك المجتمعين السعودي والخليجي
قال المحلل السياسي اللبناني يوسف دياب، إن المخدرات تجارة رائجة وليست حديثة، ونحن نعلم أن هذه التجارة كانت موجهة نحو الغرب وتحديداً أوروبا وأمريكا، أما تكثيف هذه الشحنات نحو المملكة العربية السعودية بشكل دائم يستفيد منها طرفان، الأول: هو تجار المخدرات، الذين يجنون مبالغ طائلة من هذه التجارة، خاصة أن دول الخليج هي الأقرب من الغرب وأمريكا، والطرف الآخر: يشمل أطرافا سياسية، فلا يمكن فصل موضوع شحن المخدرات إلى السعودية والخليج عن الحرب، التي تشنها إيران وحلفاؤها في المنطقة على السعودية ودول الخليج، وعليه فإن شحن تلك المخدرات استكمال للمؤامرات الإيرانية ضد المملكة، عبر حرب أخلاقية وصحية ومحاولة لتفكيك المجتمعين السعودي والخليجي، خصوصاً في ظل النهضة العمرانية والثقافية، التي تشهدها السعودية.
وشدد المحلل السياسي اللبناني على أن الكميات الكبيرة، التي يتم إنتاجها من المخدرات والعمليات الضخمة لتطويرها وإخفائها وتهريبها، تدل على أن هذه الأطراف سواء كان النظام السوري أو الإيراني من خلال ميليشيا «حزب الله» في الداخل اللبناني، مستمرة في عملية الحرب الكبيرة والخطيرة على المملكة العربية السعودية، جازماً بأن القضاء اللبناني يدرك حساسية هذا الموضوع ويدرك أهدافه. وأضاف إن التحقيق القضائي بدأ بشكل عملي وجدي وهو لا ينفصل عن حقيقة أن هذا التهريب يستهدف السعودية، وهذا يعني ضرب العلاقات اللبنانية ـ السعودية بشكل أساسي.
تواطؤ بين قوى سياسية وعصابات التهريب
شدد الوزير اللبناني السابق سجعان قزي، على أن تجارة المخدرات تزدهر في لبنان؛ بسبب ضعف السلطة الحاكمة وتقصير الأجهزة الأمنية في مكافحة المهربين وتجّار المخدرات، وهذا الأمر يحصل في المناطق الضعيفة وفيها سلاح متفلت يحمي تجّار المخدرات.
وأضاف لـ«اليوم»، إن الدولة تعلم تماماً بالمهربين والبؤر الإجرامية إن كان في الداخل اللبناني أو في المناطق الحدودية، معتبراً أن «الدولة اللبنانية تملك القدرة لمنع هذا التهريب من خلال الضغط على المعابر الشرعية قبل غير الشرعية، لأنه لا يمكن لعمليات التهريب بهذه الكثافة والوتيرة أن تحصل من دون علم الدولة».
ويؤكد أن هذه التجارة تسيء إلى سمعة لبنان، مضيفا «حبذا لو تتحمل الدولة اللبنانية واجباتها لوقف هذه المنظومة، التي تعبث بأمن البلاد، وصحة الشباب اللبناني والعربي، خصوصاً أن هناك معلومات عن وجود تواطؤ بين قوى سياسية وعصابات التهريب؛ من أجل خلق دورة مالية مع ازدياد الضائقة المعيشية والمالية في البلاد».
وقال: أتمنى من المملكة، الدولة الشقيقة التي وقفت كثيراً إلى جانب لبنان، أن تتفهم وضع الشعب اللبناني وتميّز بينه وبين السلطة اللبنانية، وأنا على يقين بأن قادة المملكة العربية السعودية يحبون لبنان وشعبه، ومتى وجدوا تدابير لبنانية صارمة بحق المهربين، سيعيدون النظر بقرار منع استيراد الإنتاج الزراعي من لبنان.