انتشار كورونا في أغلب دول العالم التي سجلت أرقاما عالية كانت بسبب التساهل في تطبيق الاحترازات الصحية وعدم تعاون مواطني تلك الدول مع التحذيرات بشكل جدي، ومن خلال نظرة سريعة نجد أن أكثر تلك الإصابات وقعت خلال مناسبات معينة كالاحتفالات الدينية وغيرها حيث تكثر التجمعات وتختفي المحاذير والإجراءات الاحترازية ومن ثم تتفاقم المشكلة الصحية وربما تصل إلى كارثة كما حصل في الهند التي انهارت المنظومة الصحية لديها بسبب كثرة الإصابات التي تصل إلى 400 ألف يوميا.
نعيش هذه الأيام مناسبة سعيدة وهي حلول العيد السعيد أعاده الله علينا وعليكم باليمن والمسرات، ولكن هذا العيد ليس كما سبقه من أعياد حيث الأبواب المفتوحة والتجمعات العائلية بدون قيود والزيارات المستمرة بدون توقف، هذا العيد مختلف تماما عما عهدناه بل لم يمر علينا عيد في حياتنا مثل هذا العيد، العيد في السنة الماضية كنا في الحجر أما هذه السنة فالمجال مفتوح للجميع وتبقى رقابتنا الذاتية على أنفسنا ومن نحب، لا نعتقد أن المحبة بالتواصل وكثرة الزيارات بل العكس كلما ابتعدنا سرنا في الاتجاه الصحيح، كبار السن أتمنى ألا يكونوا ضحية التواصل والتقارب غير المحسوب، أيضا المجتمع إذا لم يتم التقيد بالإجراءات ربما تكون النتيجة مقلقة.
تحذيري من تجمعات العيد لأن المجال مفتوح وليس هناك حجر وربما يتساهل الكثير ويعتقد أن الوباء في آخر مراحله أو أن اللقاح يعني عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وهذا مكمن الخطر.
المولات ستشهد خلال الأعياد حضورا مكثفا وتجمعات كبيرة وبالذات في المطاعم وصالات السينما ولذلك فهي مصدر خطر كبير أيضا لأن الكثير من تلك الأسواق يهمه في النهاية البزنس واستقبال كافة الزبائن حتى لو تجاوز ذلك الطاقة الاستيعابية للمول.. وهنا يأتي دور الجهات الرقابية التي يفترض أن تكثف من تواجدها هذه الأيام خلاف أن المستهلك لا بد أن يشارك في الرقابة من خلال التبليغ على أي تجاوزات يلاحظها، وهناك أرقام للبلديات ووزارة التجارة التي تستقبل المخالفات على مدار الساعة وتباشرها فورا.
الرقابة الذاتية يجب أن تكون حاضرة والوعي المجتمعي مطلوب يدا بيد مع جهود الدولة لنتجاوز هذا الوباء ونصل إلى بر الأمان بإذن الله.
almarshad_1@