قال الكاتب والقاص محمد الحازمي: طغت فكرة استنساخ برنامج الكاميرا الخفية عن فضائيات غربية لا رسالة لها أو هدف سوى اللعب بأعصاب المستهدفين، ورصد ما ينجم عن ذلك من مواقف، فإن كانت بالفعل مفاجئة لمن قابلوهم مصادفة في الشارع أو في أي مكان عام، يتأذى من تسلطوا عليهم، كونهم يجهلون ردود أفعالهم، وقد تؤثر المفاجأة على المصابين بأمراض مزمنة غير ظاهرة للملأ، كالسكري أو الضغط أو عوارض نفسية تبرز مباشرة لتضاعف معاناتهم.
استخفاف بالمشاهدين
وأضاف: وإن كانت مرتبة مع عينات مختارة، فذلك يعد استخفافا بالمشاهدين، والأخطر من ذلك كله أن يقلد القاصرون هذه المشاهد، وبالتدريج ستصبح طبيعية لديهم، وهذا يعد دس السم في العسل، بدعوى أنها لمجرد الضحك، والأدهى أن منتجي برامج الكاميرا الخفية، سواء القنوات أو شركات الإنتاج، هدفها الحصول على إعلانات تجارية مربحة، فيشترطون أن يؤدي دور الضحايا من يجيدون تمثيل الأدوار المرسومة، ليخيل للمشاهد أنها صدفة، بينما الأمر كله لا يتعدى مجرد تمثيلية محبوكة، وقد كشفت إحدى الفنانات الشهيرات، أنها رفضت توقيع عقد للمشاركة في برنامج رمضاني جنوني مفروض ومرفوض، يبث يوميا من فضائية شهيرة، مشيرة إلى أن ما ينفذ بالبرنامج يتم بمعرفة الضيف.
طريقة العرض فيما قال المخرج المسرحي ومدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي الغوينم: أنا لست ضد هذه البرامج، ولكن ضد طريقة العرض التي تقدم بها مثل هذه البرامج، فأنا أشاهد الكاميرا الخفية في بعض المحطات الأجنبية من خلال موقع «يوتيوب» وغيره، وهي تختلف في محتواها عما يحدث عندنا، فالمفترض أن ننشد من هذه البرامج إظهار السلوك الجيد من الشخص الذي تكون عليه الكاميرا الخفية، لنستخرج الجمال الكامن في الإنسان بعاطفته ورقيه وحبه لوطنه، من خلال السلوك الإيجابي الذي يفترض أن يكون عليه، ويمكن أن يحدث ذلك دون أن نجعله مثارا للسخرية والضحك مهما كان السبب، فلكل واحد منا مشاعره ولا بد أن نحترم هذه المشاعر.
نظرة أخلاقيةوأضاف: لذلك آمل أن تكون لمثل هذه البرامج وجهة نظر تربوية وأخلاقية من عدة نواح سلوكية طيبة، مثل مساعدته للغير وإماطة الأذى، وغيرها من السلوكيات الأخرى التى نستحسنها، وتنعكس بشكل إيجابي على حياتنا اليومية، كما أتمنى تشديد الرقابة على مثل هذه المشاهد التي يمكن أن تنقل بعض السلبيات التي قد يتعلق بها الأطفال والكبار، وآمل أن يحدث تعديل جذري على هذه البرامج.
أعصاب الضيفأما الشاعرة د. هند المطيري، فقالت: تغيرت طبيعة برامج المقالب في السنوات الأخيرة، وابتعدت عن الغايات الترفيهية والترويحية المنوطة بها، وأصبحت أقرب إلى التهريج والإسفاف، والاستهانة بمشاعر الضيف وأعصابه، وبعض المقالب لا تراعي جنس أو سن الضيف، ولا حتى تهتم بحالته الصحية، وما إذا كان قادرا على تحمل تبعات المقلب.
وأشارت إلى أن الجميل في برامج المقالب القديمة أنها كانت تنتهي بانهماك الضيف والمشاهد في الضحك، في حين صارت تنتهي حاليا بالضرب والركل، ولا عجب فهي تركز على استثارة أعصاب الضيف واستنفاد كل خياراته للفرار من الكمين المحكم حوله.
حادث مؤلموتابعت: ما زلنا نتابع برامج الكاميرا الخفية في القنوات الأجنبية لنضحك ونستمتع، وأعتقد أن القنوات الفضائية العربية أمام مسؤولية كبيرة تجاه ذوق المشاهد وانفعالات الضيف، ولا أدري إلى متى ستستمر تلك القنوات في احتضان مثل تلك البرامج المستفزة؟، وهل تنتظر مثلا حادثا مؤلما لضيف من الضيوف أو حتى مذيع من المذيعين لتتوقف عن هذا النوع من البرامج التي فقدت كل طاقتها الترويحية، وصارت مجرد استفزازات للضيوف والمشاهدين معا.