تعد الاستجابة للمسؤولية الاجتماعية من قبل الشركات من أبرز معايير نجاحها في أسواق المنافسة في أي مكان وزمان في العالم لأن حساسية الشركات تجاه المجتمع الذي تمارس فيه نشاطاتها تتطلب التفاعل المناسب في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لتلبية احتياجات المجتمع. المسؤولية الاجتماعية للشركات هي مرحلة متقدمة لتسويق منتجاتها من خلال تطوير سمعتها لدى المجتمع، بل إن الكثير من الشركات العالمية الناجحة ذهبت بعيدا في ممارستها لخدمة المجتمع.
لقد لعبت بعض الشركات السعودية مثل سابك وأرامكو السعودية دورا كبيرا وطويلا في المسؤولية الاجتماعية، بحيث تجاوز نظيراتها من الشركات الأمريكية. الصورة الذهنية الإيجابية عن الشركات تساهم في تطوير سمعتها وشهرتها بين أفراد المجتمع، وبالتالي تزداد مبيعاتها وأرباحها وحصتها بين المنافسين الذين ربما لا يستطيعون مواكبتها إذا تجاهلوا المسؤولية الاجتماعية. وتكمن القيمة المضافة للمسؤولية الاجتماعية في السمعة والشهرة المتزايدة والتي تصبح ميزة تنافسية. وتساعد الممارسة الفاعلة للمسؤولية الاجتماعية في تكوين الميزة التنافسية المستدامة للشركات إذا حاولت تلمس احتياجات المجتمع وتلبيتها في الوقت المناسب بالمنتج المناسب وفي المكان المناسب. وهذا لا يشترط عملية البيع والشراء أو ما يعرف بتبادل المنافع وإنما يعني خدمة غير مشروطة تعكس وعي واهتمام الشركة بالمجتمع.
وبالطبع سيدعم المجتمع الشركة عندما تستجيب لاحتياجاته، وذلك بشراء منتجاتها، بل يصبح عملاؤها أكثر ولاء لها ولمنتجاتها. أما عملاء الشركات الأخرى التي لا تهتم بالمجتمع فإن نسبة كبيرة منهم ستتحول إلى الشركات الأخرى بناء على السمعة الطيبة نتيجة استجابتها لمسؤوليتها تجاه المجتمع. إجمالا، لا تزال معظم الشركات السعودية متأخرة في مسألة المسؤولية الاجتماعية، وهذا يعود للثقافة السائدة بين إداراتها، حيث يصرون على أن الحكومة وحدها مسؤولة عن دعم المجتمع. وقد تكون الجهات الحكومية مقصرة في توعية الشركات السعودية بما تعنيه المسؤولية الاجتماعية والتشجيع عليها ليستفيد المجتمع من مشاركتها التي اعتقد أنها واجب حضاري وإنساني.
وفي الختام إدارات الشركات السعودية بحاجة إلى تطوير فهمها للمسؤولية الاجتماعية لتنافس في السوق المحلية وعلى مستوى المنطقة والعالم، حيث أصبحت المسؤولية الاجتماعية خيارا استراتيجيا تستثمره الشركات الناجحة لتحقيق أهدافها من حيث حجم الإيرادات والأرباح والنمو والمنافسة المستدامة.
@dr_abdulwahhab