وخلال الأيام الأولى لبايدن في البيت الأبيض، علّق الرئيس الأمريكي الدعم العسكري الأمريكي للتحالف العربي الذي يدعم الحكومة الشرعية في اليمن، ويقاتل ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران.
وألغى بايدن قرار سلفه دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين «جماعة إرهابية». ويعتقد فريق بايدن أن من شأن مثل هذه التحركات أن تخلق الظروف الملائمة لإجراء مفاوضات بهدف التوصل لقرار بشأن الحرب في اليمن، وهي الحرب المتواصلة منذ ستة أعوام. وقام بايدن بتعيين تيموثي لندركينج مبعوثًا أمريكيًا لليمن، ليسعى إلى جمع كل أطراف الصراع على مائدة الحوار. وفي ظل إشارات مشجعة من واشنطن، سافر مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن
جريفيث، إلى طهران في محاولة لإقناع النظام الإيراني بدعم جهود تحقيق السلام.
ولكن الولايات المتحدة لم تضع في الحسبان الإصرار الذي يتسم بالتعصب من قبل الحوثيين على مواصلة القتال، وحرص إيران على أن يظلوا في حالة غضب.
لقد صارت إيران وجماعة الحوثي أقوى في ظل التحرك الناعم من قبل فريق بايدن. ويشير جوش إلى ما يراه براهين وافرة خلال الأسابيع الأخيرة على سوء النية من قبل الحوثيين والإيرانيين، فقد وضع الحوثيون جانبًا مقترح سلام قدمته الرياض وصعّدوا من هجماتهم بالصواريخ والطائرات المسيرة. كما عززوا من جهودهم لفرض سيطرتهم على مزيد من الأراضي اليمنية.
ويرى الكاتب أن جهود الحوثيين الآن منصبة على مدينة مأرب، عاصمة محافظة مأرب الغنية بالنفط إلى الشرق من العاصمة صنعاء. وكان عدد سكان المدينة يومًا ما حوالي 20 ألف نسمة، ولكنه تضخم ليصل إلى حوالي 800 ألف، حيث تدفق عليها اليمنيون فرارًا من العنف في أنحاء شتى من البلاد. ورفض
المتمردون إجراء محادثات سلام هناك، مما عزز المخاوف من أن القتال المستمر قد يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف.
وفي نفس الوقت، واصلت طهران تقديم إمدادات السلاح للحوثيين: واعترض الأسطول الأمريكي الأسبوع الماضي سفينة أسلحة كانت في طريقها لليمن، ولكن من يدري كم من السفن الأخرى وجدت طريقها بالفعل إلى سواحل اليمن.
ويتباهي المسؤولون الإيرانيون علنا بإمداد الحوثيين بتكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة.
وخلال الأيام الماضية، طاف مبعوث الأمم المتحدة جريفيث منطقة الخليج، حيث شدد على أهمية عقد اجتماعات بين الأطراف المتحاربة من أجل السلام، ولم ينصت إليه أحد، ولم تعبأ به الأطراف المتحاربة على الإطلاق.
ولم يلتق لندركينج الإيرانيين بعد، ورفض الحوثيون لقاءه أو لقاء المبعوث الأممي. وعوضا عن إحراز أي تقدم على الأرض، اكتفت وزارة الخارجية الأمريكية بإصدار بيانات توبيخ المتمردين على تضييع «فرصة مهمة لإثبات التزامهم بالسلام».
ويقول جوش إن الحقيقة المثيرة للإزعاج هي أن الحوثيين، الذين أطلقتهم الأحقاد الدينية، لم يبدوا أي قدر من الاهتمام بالتوصل إلى سلام، سواء مع التحالف العربي أو مع الحكومة اليمنية. بل أثبتوا، في ظل دعم وتشجيع من طهران، التزامهم بمواصلة الحرب. وبالنسبة لطهران، كان الحوثيون دومًا أداة نافعة لإيران.
وفي ظل عدم وجود احتمال لتوجيه ضربات عسكرية أمريكية ضد الحوثيين، وضع الرئيس الأمريكي نفسه في حرج، كما وضع حلفاءه بالمنطقة في وجه الخطر.