لا شيء يمنعنا من فرحة العيد طالما ونحن نلتزم بالإجراءات الاحترازية.
كلنا يعرف أن العيد يعني الفرح في أسمى معانيه، إدخال الفرح في كل القلوب خاصة الأطفال، هدايا وألعاب وملابس جديدة وطعام أعياد كل هذا لا يمنع بشرط أن يكون في حدود الأسرة الصغيرة في المنزل ولا يتعداه بحضور الولائم والحفلات واللقاءات، فالظروف تحتم علينا ترك ذلك ولن تطول بإذن الله.
التقيد بالتدابير الاحترازية والوقائية لا يمنع فرحة العيد. ولا يحرمنا من نحب بفقدهم لا قدر الله أو بحرمانهم منا. توجد مجالات أخرى للفرح في العيد عندما نكون نحن وسائله وأسبابه ومنها تذكر أطفال الفقراء ومسح دموع اليتامى. فالعيد يوم لباس وزينة وتجمل، وفرح وسرور، وسباق لإطعام الفقراء وتبادل التهاني والهدايا بكل الوسائل إلا الحضور.الفرح بسد حاجة الفقير والمسكين والمحتاج.. الفرح بشعورنا كمسلمين بوحدتنا وقوة ترابطها لمواجهة ما يحاك ضدنا من أعدائنا. الفرح عندما نجعل لأمتنا الإسلامية مكاناً يليق بها كأمة مسلمة نتشرف بها وسط الأمم.
العيد حين نتفق على فلسفة واحدة هي أن لا فرق بين الغني والفقير منا ولا الأبيض والأسود إلا بالتقوى والعمل الصالح، فالكل أمامَ اللهِ سواءٌ.. وهذا لا يكسر قاعدة التقيد بالاحترازات وعدم حضور الولائم أو الدعوات.
للعيد فرحة، وابتسامة، فلنحققها بالتباعد الجسدي، ونترجم الحب بالعمل، التكاتف والتعاطف والتساند والتآلف وتصافي النفوس وتساميها ميلاد يتجدد في أعماق القلوب والضمائر ويؤكد أواصر المحبة، وتعظيم صلة الرحم فمن البديهي جداً أنها واجبة كما نعرفها نحن المسلمين إلا أنها تكون أوجب الواجبات في الأعياد.
لنفرح معاً بانتصارنا على الجائحة ولا نضيع جهود الدولة، المبذولة في محاربة هذا الوباء العالمي الخطير.
لنركب سفينة النجاة ونعبر محيط الأزمة العالمية التي لا شك ستزول، بوعينا الكامل في هذه المناسبة السعيدة لأيام عيد الفطر المبارك وكل المناسبات، وكلنا مسؤول، فلنكن قدوة حسنة لأبنائنا وأهلنا وللجميع.
ولا نفسد جهود وطننا الذي أذهل العالم، وكاد الوباء فيه يصل لدرجة الصفر لكن، وللأسف بسبب تصرفات غير مسئولة من بعضنا فوجئنا بارتفاعه المزعج. هدر لكل ما تحقق من إنجازات لا حول ولا قوة إلاّ بالله، لكنا قادرون بحول الله على تجاوزه. ليكن شعارنا جميعاً في مملكة الإنسانية سمعاً وطاعة يا وطننا الحبيب وكلنا مسئول وكل عام وقيادتنا الرشيدة والشعب الوفي والأمة الإسلامية بخير.
[email protected]