الجدال العقيم وليد العقول المتجمدة التي لا تقرأ ولا تسمع ولم تستفد من تجاربها الحياتية، والنرجسية العالية قد تقود الإنسان إلى هاوية الجهل والإنطوائية، حتى تفقده السيطرة على الموازنة بين تحكيم العقل وأحاسيس القلب، وتدفعه نحو التعامل بهمجية وعدائية وفوضى تشتت مضامينه وتعطي الآخرين انطباعا سيئا عنه وهكذا، لكن كيف يمكننا أن نتصرف في مثل هذه الحالة حتى لا نخسر علاقاتنا ونقمع أهدافنا أثناء الحوارات المثرية؟
الثقافة الحياتية والفكرية يكتسبها الإنسان من خلاصة تجاربة في الحياة، وأخرى يجنيها من قراءاته للكتب ومصادر أخرى وكلاهما يعتبران مصدرا للوعي والنور الفكري، وذلك ليس كافيا على عقله أن يفكر ويحلل ويستنتج ما يكتسبه من خبرات ومعلومات وأحداث لتتسنى له فرصة تقييم النقاشات والخوض فيها، البعض يتقدم خطوة جريئة نحو الانسحاب من العراك بابتسامة صفراء ملغمة بفن «التسليك» الذي يسخر منه البعض، وهو على الأرجح يعتبر السبيل الأفضل لكسب راحة باله والحفاظ على ما تبقى من عافية أعصابه وتسخير طاقته الإيجابية وحديثه فيما ينفع نفسه والآخرين عندما يشعر بأنه وصل إلى طريق مسدود في رحلته النقاشية التي تأخذ اتجاهاً معاكساً أحياناً، كما أن أهمية لغة الجسد في حياتنا لها تأثير كبير على فهم من حولنا، والذكاء العاطفي يحتم عليك أيضاً أن تقرأ الإنسان من جميع جوانبه، نبراته، حديث جسده حتى تستطيع أن تفهم رسالته فيما يطرح ويتكلم، بعض الأفكار لن تنفك شفراتها بشكل مباشر لذلك إياك والخوض في جدال عقيم لتثبت بأنك الموسوعة الخارقة أمام المتحدثين، استخدم أسلوبك الجميل أثناء الاقناع، وافهم وتفهّم وجهات النظر المخالفة لنظرياتك لتكسب منهم ما قد تحتاجه لتضيفه إلى خزينتك المعرفية، وإن لم تستطع انسحب بهدوء واترك العاصفة ثائرة حتى تهدأ لتخرج من الزوبعة بأقل الأضرار.
@DalalAlMasha3er