تغطية غربية «مكسرة»

إذا كان استهداف المكاتب الصحافية في برج الجلاء في غزة ضمن المواجهات الدائرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين يعد جريمة حرب، فإن تعمد وسائل إعلام دولية وشركات تقنية رقمية للتعتيم الإعلامي على ما يجري من انتهاكات إسرائيلية بدأت في القدس يعد جريمة مماثلة تعكس ازدواج المعايير الغربية في الحديث عن حقوق الإنسان مقارنة بتغطيتها لنزاع في اليمن مثلاً.
بي بي سي البريطانية طرحت الأسبوع الماضي تساؤلاً عن عدم وضوح صور خرائط قوقل في مناطق غزة تحديداً، إذ تظهر الصور «مكسرة» أو بدرجة وضوح ضبابي يتعذر معه التعرف على حجم التغيير أو الضرر الذي يلحق بالموقع، مشيرة إلى أن الخلل يثير الريبة من تورط شركة التقنية الأمريكية قوقل في التحيز لصالح إسرائيل. وقبلها وعلى موقع انستغرام اشتكى فلسطينيون من تعطل تحميل الصور ومقاطع النقل المباشر لما جرى في القدس من محاولات لطرد أصحاب الأرض الفلسطينيين من حي الشيخ جراح بهدف بناء مستوطنات جديدة لليهود.
النقل المباشر لمشهد استهداف برج الجلاء الذي يضم مكاتب وسائل إعلام دولية بينها قناة الإخبارية السعودية ووكالة الأنباء الأمريكية اسوشيتد برس وتلفزيون الكويت، كان معبراً عن حجم التجاوزات الإسرائيلية المتكررة ومحاولاتها تضليل الرأي العام الدولي عن حقيقة الصراع، فضلاً عن تعبيره لضمان إسرائيل من العقوبات الرادعة مهما كانت التجاوزات ودون انتقاد يوازي حجم الجرائم المستمرة منذ عقود.
قناة أي بي سي ABC الأمريكية قالت إن 3 صواريخ إسرائيلية عطلت التغطيات الإعلامية للنزاع القائم بين حكومة حماس الحاكمة لقطاع غزة وإسرائيل، ونقلت عن الرئيس التنفيذي لاسوشيتد برس تأكيده بأن الهجوم على برج الجلاء سيجعل العالم يعرف القليل عن مجريات الأحداث في غزة. في المقابل يمنع دليل تحريري متداول ومنسوب لقاة DW الألمانية نقد شرعية دولة إسرائيل أو وصفها بالمستعمر.
في الحروب تتضاعف مسؤولية وسائل الإعلام وشركات التقنية المالكة للمنصات الرقمية في نقل المعلومة والصور من أرض الميدان، والتحيز في هذه المهمة وغض الطرف عن جرائم فريق بعينه يعد اشتراكاً فيها.
woahmed1@