ودعت حركة فتح في بيان، الشعب الفلسطيني إلى إعلان الثلاثاء، «يوم غضب شعبي شامل، تتكثف فيه المواجهة الشعبية مع الاحتلال ومستوطنيه على مختلف الساحات وفي كل نقاط الاحتكاك».
كما حثت مجموعات شبابية عبر الإنترنت، الفلسطينيين على المشاركة في الإضراب والمسيرات التضامنية مع قطاع غزة وسكان حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة.
احتلال وعدوان
بدورها طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بصحوة أخلاق دولية لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي فورا، مشيرة إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة يختبر مجددا قدرة المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الاحتلال.
وطالبت الخارجية الفلسطينية في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أمس، المجتمع الدولي بأن يبذل المزيد من الجهود لحل جذور هذا الصراع الدموي الذي هو نتيجة مباشرة لوجود الاحتلال، وأن ينظر بموضوعية لفلسطين المحتلة التي أعلنت الإضراب الشامل والتزمت به التزامًا حديديًا في أوسع رفض شعبي سلمي ليس فقط للعدوان، وإنما أيضا للاحتلال، هذا إذا أراد المجتمع الدولي أو امتلك الإرادة للحفاظ على ما تبقى من مصداقيته.
وشددت على أن الشعب الفلسطيني هو ضحية مستمرة لتواطؤ المجتمع الدولي مع المشروع الاستعماري التوسعي في فلسطين، ولا يزال يدفع أثمانًا باهظة من حياته ومستقبل أجياله لهذا التواطؤ الدولي، ولمصالح عدد من الدول الكبرى مع سلطات الاحتلال، مشيرة إلى أن الفشل الحادث لمجلس الأمن الدولي في اجتماعاته المتتالية عن إصدار ولو بيان صحفي لوقف العدوان، إلا دليل على ذلك ومؤشر حقيقي على أزمة آليات العمل الدولية، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ قراراته والقرارات الأممية الأخرى.
تدخل واشنطن
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي فورا ضد الشعب الفلسطيني ولحقن دماء أبناء مدينة غزة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن اشتية استقبل في مكتبه بمدينة رام الله الفلسطينية المبعوث الأمريكي هادي عمرو لبحث الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
من جانب آخر، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني ضرورة وقف سياسات التهجير والتطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه في القدس والشيخ جراح على وجه التحديد، وكذلك الهجمات على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. مشيرا إلى انفتاح القيادة الفلسطينية على أي جهد سياسي قائم على القانون الدولي، بما يقود لدولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس على حدود عام 1967، وبما ينهي الاحتلال.
وناقش الطرفان تفاصيل المساعدات الأمريكية التي أعلن الرئيس بايدن استئنافها، ودعا رئيس الوزراء لأن تكون منسجمة مع الأولويات الوطنية وخطة التنمية القطاعية. من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي سعي بلاده لوقف التصعيد في قطاع غزة، وضرورة العمل من أجل حل الدولتين.
قصف غزة
وتجدد القصف أمس الثلاثاء على قطاع غزة، ودعت قوات الاحتلال سكان المستوطنات الحدودية مع غزة إلى البقاء داخل المنازل وبالقرب من الملاجئ والمناطق المحصنة، بعد إطلاق دفعة صواريخ من قطاع غزة على عسقلان وأسدود، وسقوط صاروخ على منطقة إشكول الاستيطانية، ما أدى إلى إصابة 10 أشخاص ومقتل 2. كما طال قصف مكثف بالصواريخ مستوطنات أخرى بمحيط غزة، تم اعتراض عدد منها.
وأعلنت قوات الاحتلال إعادة غلق معبر كرم أبو سالم ومنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد سقوط قذائف على جنوب إسرائيل.
كما شن الطيران والزوارق الحربية الإسرائيلية أكثر من 60 غارة منذ مساء الإثنين على مناطق متفرقة في القطاع، جميعها طالت مقار حكومية تابعة لحماس، ومنازل فارغة مخلاة لقادة من الحركة، ومواقع للفصائل، بالإضافة إلى أراضٍ زراعية خالية وشوارع ومرافق عامة.
وأعلنت شركة الكهرباء الفلسطينية أمس تعطل مجموعة من خطوط الكهرباء الناقلة، بفعل عمليات القصف التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ما تسبب في انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي، في حين تمت إعادة بعضها للخدمة.
مساعٍ دولية
وتتواصل المساعي العربية والدولية من أجل الدفع نحو هدنة، وسيصل وفد أمني مصري خلال ساعات إلى تل أبيب، فيما عقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، مؤتمرا استثنائيا عبر الفيديو لمناقشة التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل: سننسق وسنناقش الطريقة الأمثل التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يسهم من خلالها في وضع حد للعنف الحالي.
وقال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس إنه لا بد من التهدئة أولا ثم إطلاق حوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.