• بقدر ما يحوم في فلك التحديات السياسية بمختلف تدرجاتها وفئاتها ومسبباتها، تأتي حكمة المملكة العربية السعودية وحنكة قادتها الذين -وعلى مر العقود- يكون لحسن تقديرهم وعمق إستراتيجياتهم وشمولية آفاق رؤيتهم الدور الرئيس في تجاوز تلك التحديات، وتعزيز كل ما من شأنه تشكيل منصة توحد الآراء وتضمن الاستقرار الإقليمي، كنهج راسخ في تاريخ الدولة، منذ مراحل التأسيس، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.
• إعراب وزارة الخارجية عن تنديدها واستنكارها الشديدين لما تضمنته التصريحات المسيئة من وزير خارجية الجمهورية اللبنانية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، خلال مقابلة تلفزيونية، والتي تطاول فيها على المملكة وشعبها، كون تلك الإساءات المشينة تجاه المملكة وشعبها ودول مجلس التعاون الخليجية الشقيقة، تؤكد مجددًا على أن تلك التصريحات تتنافى مع أبسط الأعراف الدبلوماسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، وكيف أن وزارة الخارجية، ونظرًا لما قد يترتب على تلك التصريحات المشينة من تبعات على العلاقات بين البلدين الشقيقين قد استدعت سفير الجمهورية اللبنانية لدى المملكة للإعراب عن رفض المملكة واستنكارها للإساءات الصادرة من وزير الخارجية اللبناني، حيث تم تسليمه مذكرة احتجاج رسمية بهذا الخصوص.. هذا الموقف الذي أعلنته وزارة الخارجية السعودية يأتي في مضمونه كأحد الأطر التي ترسم ملامح المشهد الشامل عن السياسة الحكيمة للمملكة.
• تعاملت المملكة العربية السعودية مع ما بدر من تصريحات لوزير خارجية جمهورية لبنان باتزان معهود، يكون هو الصفة المشتركة لردود فعل ومختلف مواقف المملكة تجاه ما يستجد من تطورات سياسية تلوح بين حين وآخر، وبما يتوافق مع المكانة التي تمتاز بها الدولة السعودية في المنطقة، عطفا على قدرتها وقوتها وتأثيرها في صناعة القرار العالمي، فهو ما يكون دافعا آخر لأن تتخذ ما يتفق مع القانون الدولي ويضمن ويدعم الموقف الحازم المعهود، الذي يشكل رادعا لأي شكل من أشكال الاعتداء ضد المملكة ودول مجلس التعاون.
• عبر التاريخ تظل السياسة السعودية المتغير الثابت، الذي يتصدى لأي تجاوز، ويضمن سيادة الوطن وأمن المنطقة وسلامة العالم.