وفيما لا تألو المملكة جهدا لحماية الشرعية في اليمن والحفاظ على شعبه ووحدة أراضيه وسيادته، انتقدت الخارجية الأمريكية «الدعم العسكري السخي» الذي يتلقاه الحوثيون من ملالي إيران لشن هجمات على السكان المدنيين والبنية التحتية في اليمن، قائلة: إنه يفاقم الأزمة الإنسانية.
عقوبات أمريكيةوأعلنت وزارتا الخزانة والخارجية في الولايات المتحدة، ليل الخميس، فرض عقوبات على قياديين اثنين من ميليشيات الحوثي في اليمن.
ويواجه الاثنان اتهامات بالمسؤولية عن عمليات الانتشار العسكري التي تزعزع استقرار اليمن وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وتم إدراج محمد عبدالكريم الغماري لدوره في تنظيم هجمات تسببت في إصابة مدنيين، وكان آخرها في محافظة مأرب.
وقالت وزارة الخزانة: إن الهجوم الذي قاده الغماري في مأرب «يضاعف المعاناة الإنسانية». وذكرت الوزارة أن إدراج القيادي يوسف المدني على أساس أنه يشكل خطرا بتنفيذ أعمال إرهابية.
وتجمد العقوبات الأمريكية الأصول المحتملة التي قد يمتلكها القائدان الحوثيان في البلاد وتعني عدم السماح للشركات والأفراد الأمريكيين بالتعامل معهما. ومن الناحية العملية، فإنها ستصعب معاملاتهما المالية الدولية بشكل أكثر.إنهاء الحربوكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج قد حث في وقت سابق الخميس، جماعة الحوثي التي تختطف شرعية اليمن منذ أكثر من ست سنوات على التهدئة والمشاركة الجادة في جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة للتوصل لوقف إطلاق النار المطلوب لإنهاء الحرب، وهو هدف وضعته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أولى أولويات سياستها الخارجية.
وقال: «الحوثيون لا يحققون مكاسب في مأرب، بل يضيفون ضغطا كبيرا على وضع إنساني بالغ الهشاشة بالفعل، ويعرضون حياة مليون نازح في الداخل للخطر».
وأضاف: «إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على رئيس الأركان العامة الذي يقود هجوم الحوثيين في مأرب محمد عبدالكريم الغماري وعلى قيادي بارز في القوات الحوثية مكلف أيضا بعملية مأرب هو يوسف المداني».
وفي بيان يعلن عن العقوبات، اتهمت الخزانة الأمريكية الغماري بتطويل أمد الحرب وتنسيق الهجمات، التي أضرت بالمدنيين.
كما أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية المداني في قائمة الإرهابيين العالميين.
تعامل بناءوقال ليندركينج: «لو لم يكن هناك هجوم، لو كان هناك التزام بالسلام، لو كانت هناك نية التعامل البناء مع مبعوث الأمم المتحدة، لما كانت هناك حاجة إلى العقوبات».
وقدمت المملكة في مارس مبادرة وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاء اليمن وإعادة فتح الموانئ الجوية والبحرية لدعم جهود إنهاء الحرب.
لكنَّ الحوثيين تعنتوا مصرين على رفع القيود عن ميناء الحديدة، وهو نقطة الدخول التجارية الرئيسة للبلاد والشريان الأساسي لوصول المساعدات وتهريب السلاح الإيراني، وعن مطار صنعاء قبل أي محادثات عن وقف لإطلاق النار.
ورحب ليندركينج بإجراء محادثات مباشرة بين السعودية وإيران، بيد أنه قال: لم نر بعد مشاركة إيرانية إيجابية صوب إنهاء الصراع في اليمن الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ودفع بالملايين إلى حافة المجاعة.
وأضاف: «إن واشنطن تريد حلا طويل الأمد يتخطى وقف إطلاق النار ونحث طهران على دعم محادثات السلام».