من الأسباب الرئيسية لفشل أغلب المنظمات هو ضعف قسم وموظفي الموارد البشرية، فالعديد من المنظمات تأخرت في إعطاء أهمية لهذا القسم بالإضافة لعدم منحهم الفرصة في المشاركة بالقرارات، وكوجهة نظر شخصية أرى أن هذا التخصص والعاملين فيه ظُلموا بسبب عدم وجود حاضن لهم ولعلمهم الذي يعتبر من أكثر التخصصات وأسرعها في التطور عالمياً، وباختصار نحن في أمس الحاجة لبناء هوية لهذا التخصص الذي يعتبر القلب النابض لأي اقتصاد.
لا يمكن لأي اقتصاد أن ينمو بدون وجود اهتمام في الثروة البشرية، ولا يمكن لأي منظمة أن تنمو بدون وجود حقيقي لموظفي الموارد البشرية، فهم الملاذ الآمن للعاملين في أي منظمة عند البحث عن العدالة في تطبيق الأنظمة وحفظ الحقوق، وهم الذراع الرئيسي لتحقيق كل مستهدفات أصحاب العمل بالإضافة لحفظ حقوقهم، وهم الأساس في تطوير وتمكين الثروات البشرية بجميع فئاتها.
تمنيت أن أرى اهتماما أكبر في تهنئة العاملين في هذا التخصص المهم لأي منظمة، فهم المحرك الأساسي في التعامل مع الثروات البشرية، وهم الذراع الرئيس والمحوري في تشكيل مستقبل الثروة البشرية، وما زلت أتمنى وجود هيئة سعودية مستقلة ومعتمدة للموارد البشرية مشابهة لهيئة المهندسين، فنحن في حاجة لإحداث نقلة نوعية في هذا التخصص وحاضن للمختصين فيه، وما زلت مقتنعاً بأننا في حاجة لولادة كفاءات محلية أكثر في هذا التخصص بجميع أقسامه، وبالإضافة لذلك أتمنى أن أرى قريباً وجوداً لشهادة مهنية احترافية مختصة في الموارد البشرية يتم اعتمادها من جهة رسمية وتعتبر «جوازا رسميا» للمختصين في هذا المجال.
أفتخر بكون هذا التخصص بجميع أقسامه من أكثر التخصصات توطيناً، ويقوده أبناء وبنات الوطن بكل فاعلية واحترافية، وأفتخر بكوني أنتسب له وأتعلم منه يومياً الكثير من العلم النافع، وأفتخر بوجود الكثير من الكوادر المحلية في هذا التخصص عندما أراها تقود اليوم العديد من المنشآت الخاصة والعامة.
أسرع وأهم خطوة لتحسين مؤشرات سوق العمل والعديد من المؤشرات الاقتصادية هي البدء في إنشاء هيئة مستقلة ورسمية معتمدة لهذا التخصص، فمن خلالها سنجد تلاشيا تدريجيا للفجوة بين سوق العمل ووزارة الموارد البشرية في نجاح تطبيق مبادراتها وقراراتها التي تستهدف تطوير وتمكين الثروة البشرية المحلية التي تثبت نفسها يوماً بعد يوم في الكثير من المحافل.
ختاماً: في إحدى المناسبات سألني أحد رجال الأعمال سؤالاً «هل لدينا موظفو موارد بشرية حقيقيون؟»، وكان ردي «ابحث عن المنشآت التي تمكنت من التعامل مع أزمة فيروس كورونا، وابحث عن كيفية تعاملها الناجح مع الأزمة، واسألهم من كان يوجه المدير العام في اتخاذ القرارات، وستجد الإجابة».
@Khaled_Bn_Moh