مع رفع تعليق السفر للمواطنين، وفتح المنافذ البرية والبحرية والجوية بشكل كامل، وفق إجراءات واحترازات محددة لضمان رحلات آمنة للجميع، فهنا يأتي الرهان على الوعي المجتمعي لضمان مرور هذه المرحلة الدقيقة بسلام يضمن الحفاظ على المكتسبات والمضي قدما في الطريق السليم، فاستدراك حقيقة الوضع الراهن في العالم، وكذلك حجم التضحيات، التي بذلتها المملكة العربية السعودية في سبيل سلامة النفس البشرية من جائحة كورونا، يظل مسؤولية المجتمع خاصة مع حقيقة أن الخطر لا يزال محدقا والفيروس تنتشر موجاته في دول لم تكن بذات القدرة والكفاءة في التعامل مع الجائحة، عطفا على ضعف قدراتها أو لارتباك مخططاتها وأولوياتها.
اتجاه المنحنى الوبائي إلى النزول خلال الفترة الماضية اقترن بمواصلة الإقبال على أخذ اللقاحات والالتزام بالإجراءات الوقائية استعدادا لعودة فتح المنافذ الدولية للسفر، وهذا المؤشر وإن كان دلالة على وعي مجتمعي بضرورة أخذ اللقاح إلا أنه يفترض أن يكون مصحوبا باستيعاب شامل لحيثيات وأبعاد الوضع الراهن في العالم أجمع سواء الدول، التي يسمح بالسفر لها من غيرها عطفا على ما قد تستقبله تلك الدول من أفراد قد يكونون قادمين من الأماكن، التي ترتفع فيها نسبة الخطر.
الجهود المتكاملة، التي قامت بها مختلف الجهات المعنية بسلامة الإنسان وحمايته من انتشار جائحة كورونا المستجد بدعم مستديم ورعاية لا محدودة من لدن حكومة المملكة العربية السعودية وحتى تم بلوغ هذه المرحلة، التي توافر فيها اللقاح للجميع المواطن والمقيم على حد سواء وبالمجان، كانت لتلك الجهود قدرة فائقة في سبيل بلوغ الأرقام المطمئنة وتحقيق المكتسبات الراهنة، التي لم يشهدها أكثر دول العالم تقدما، التي وقفت في حيرة أمام التعامل مع الجائحة بينما ضربت الدولة مثالا في إدارة الأزمة بصورة تضمن حفظ النفس البشرية واستدامة دورة الحياة اليومية.
العودة الكاملة للسفر وما يلتقي معها من العودة بحذر نتيجة لجهود الدولة ووعي المجتمع وقدرة الوطن، فالواجب لزاما على الجميع استدراك أهمية المرحلة والتعامل معها بما يضمن المرور خلالها بسلام نحو بر الأمان.