وتابع الكاتب يقول: يوفر هذا التحول الدبلوماسي لواشنطن منبرًا مهمًا للدعوة إلى تحسين معايير الصحة العالمية، إضافة إلى زيادة مساءلة الصين وأعضاء منظمة الصحة العالمية الآخرين الذين لديهم تاريخ من السلوك المارق الذي أدى إلى تفاقم انتشار الأوبئة.
ومضى يقول: تسمح هذه الخطوة لواشنطن بقيادة حركة متعددة الأطراف تهدف إلى تبسيط عمليات منظمة الصحة العالمية مترامية الأطراف والوظائف الأساسية، التي انحرفت بشكل كبير عن التفويض الأصلي للمنظمة.
الجانب السلبيوأردف الكاتب سنغلتون: لكن الجانب السلبي هو أن الصين وروسيا تقوضان بالفعل الجهود الرامية إلى استعادة المصداقية الدولية لمنظمة الصحة العالمية، عبر توحيد الجهود لعرقلة اقتراح بقيادة الاتحاد الأوروبي مصمم لمعالجة الاستجابة المعيبة للوباء في المنظمة، من خلال تعزيز المساءلة الداخلية وإنشاء حواجز حماية مؤسسية لتحييد المعلومات الوبائية المضللة.
وأضاف: من شأن اقتراح الاتحاد الأوروبي والذي سيناقش خلال الاجتماع السنوي أواخر هذا الشهر، أن يفرض أيضًا جدولًا زمنيًا محددًا لإصدار التقرير النهائي لمنظمة الصحة العالمية حول أصل فيروس كورونا وانتشاره الأولي، وهو موضوع يحظى باهتمام كبير، ليس فقط من قِبل إدارة بايدن.
ولفت إلى أن غياب واشنطن الملحوظ عن المناقشات الجارية حول إصلاح منظمة الصحة العالمية وكذلك فشلها في تعيين ممثل للولايات المتحدة في المجلس التنفيذي للمنظمة، لا يبشر بالخير لتحقيق اختراق دبلوماسي على المدى القريب.
وتابع: مع العد التنازلي حتى اجتماع أواخر مايو، تحتاج إدارة بايدن إلى إعادة تجميع صفوفها وبسرعة، كما تحتاج إلى إدراك أن الطريق إلى إصلاح منظمة الصحة العالمية لا يمر عبر بكين أو موسكو أو حتى جنيف، حيث يوجد مقر المنظمة، بل من خلال واشنطن، حيث يتمتع بايدن بدعم واسع من الحزبين لمواجهة هيمنة الصين على الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة المختلفة مثل «الصحة العالمية».
وأشار إلى أن الدمار الذي أحدثه تلاعب الصين بالأدلة حول الفيروس مألوف جدًا لأولئك الذين عانوا من جائحة المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة «السارس» في أوائل العقد الأول من القرن 21.
تفشي «السارس»ويمضي سنغلتون بالقول: رغم الكشف عن التستر الصيني على «السارس» في نهاية المطاف من قِبل المبلغين عن المخالفات، نجحت السلطات الصينية إلى حد كبير في منع فرق منظمة الصحة العالمية من زيارة مواقع تفشي المرض في الصين.
وبحسب الكاتب، لم يهدر جهاز الدعاية للحكومة الصينية سوى القليل من الوقت في إطلاق حملة تضليل شاملة للتعتيم على الأصول الحقيقية للفيروس، بدعوى أن السارس كان سلاحًا بيولوجيًا أمريكيًا، ولم تتزحزح بكين إلا بعد أن أصدرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية آنذاك، جرو هارلم برونتلاند، توبيخًا علنيًا للصين بسبب مماطلتها.
وتابع: أدى تفشي مرض السارس المميت إلى التصديق على اللوائح الصحية الدولية لعام 2005، التي كلفت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بإنشاء أنظمة محلية لمراقبة الأوبئة للكشف عن حالات التفشي الحادة وإبلاغ منظمة الصحة العالمية في الوقت المناسب.
وأوضح أن المشكلة هي أن اللوائح تعتمد بالكامل على الامتثال الطوعي، حيث تفتقر المنظمة إلى آلية إلزامية لتسوية المنازعات قادرة على إجبار الدول الأعضاء على الامتثال لالتزاماتها.
وتابع: يجب على واشنطن أن توصي بإنشاء إطار عمل للعقوبات الصحية العالمية لمعاقبة الدول التي تتجاهل التزاماتها تجاه «الصحة العالمية».
ونوه بأن هذه القيود نفسها وتاريخ المنظمة العالمية في إعطاء الأولوية للحساسيات السياسية على الضرورات الطبية والتقنية كانت واضحة خلال تفشي إيبولا عام 2014 في غرب أفريقيا.
وأضاف: بعد ذلك، تمامًا كما هو الحال مع فيروس كورونا، استغرقت منظمة الصحة العالمية عدة أسابيع للإعلان عن تفشي المرض رسميًا رغم وجود أدلة كافية على تزايد عدد الحالات.
لجنة إصلاحاتوأردف الكاتب سنغلتون قائلاً: بعد ذلك، اقترحت لجنة مستقلة إصلاحات مهمة لمنظمة الصحة العالمية للمساعدة في إعادة بناء المنظمة، بما في ذلك تقليص نطاق أنشطة منظمة الصحة العالمية الموسع للتركيز على مهمتها الأساسية.
وتابع: بعد مراجعة رسائل البريد الإلكتروني المسربة لمنظمة الصحة العالمية، وجهت اللجنة انتقادات إلى المنظمة لفشلها في إعلان تفشي المرض خوفًا من معارضة سياسية من القادة الأفارقة، لا تزال جميع الإصلاحات التي أوصت بها اللجنة تقريبًا غير متحققة.
ومضى يقول: من المعروف أن إنفاذ حتى أكثر المعاهدات الدولية صراحة ووضوحًا هو أمر صعب، حيث يجد المفسدون مثل حكومات الصين وروسيا وسوريا دائمًا طرقًا لتسليح الثغرات أو إعادة تفسير اللغة من جانب واحد.
وأضاف: رغم أن الأفكار الخاصة بمراجعة اللوائح الصحية الدولية لعام 2005 وتحديث منظمة الصحة العالمية قد تم تمريرها، وأن اقتراح إصلاح الاتحاد الأوروبي سيكون مطروحًا للنقاش، لا تحتاج واشنطن وحلفاؤها إلى حبس أنفاسهم في انتظار اتفاقية غير محتملة، أو الوباء التالي، قبل اتخاذ عمل جماعي.
ولفت إلى أن العقوبات المنسقة لا تزال غائبة بشكل ملحوظ عن المناقشات في الولايات المتحدة وأوروبا حول تحميل بكين المسؤولية عن الخداع الخاص بفيروس كورونا.
وتابع: لذلك حان الوقت لأن توصي واشنطن مجموعة الدول السبع بوضع إطار عمل لأول عقوبات صحية عالمية على الإطلاق لمعاقبة الدول التي تتجاهل التزاماتها بموجب اللوائح الصحية الدولية لعام 2005.
ودعا الكاتب واشنطن إلى اتخاذ موقف أكثر قوة بشأن تحقيق منظمة الصحة العالمية المعيب للغاية في أصول فيروس كورونا.