وبين الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية د. محمد قربان، خلال لقاء أقامه معهد البحوث بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، برعاية فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية، دور المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في حماية الأسماك ونظمها البيئية، مضيفًا: «ننظر إلى الأسماك من زاوية الحياة الفطرية، وهناك دمار للشعب المرجانية في بعض المناطق البحرية سواء بسبب الصيد الجائر أو بسبب الأعمال الأخرى التطويرية، ونسعى للحفاظ على الشعب المرجانية وكذلك أشجار المانجروف وهذا مهم للغاية للمركز».
توصيات عديدة
وأوضح عضو فريق البحث العلمي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. لطفي ربعاوي، أن الدراسة التي أجريت خرجت بتوصيات عديدة، منها: تقليص صيد الروبيان من 6 شهور إلى 4 شهور، وحظر صيد نوعين من الأسماك «الشعري» و»الهامور» لمدة شهرين في العام والتي تعتبر فترة الحضانة.
نبذة عامة
وقدم د. ربعاوي نبذة عامة عن مشروع الثروة السمكية من «2012 – 2017م»، وارتباطها بموضوع الورشة، مؤكدًا أن نتائج المسوحات البحرية كشفت عن وجود كثافة مرتفعة للأسماك – كلا المجموع والموارد السمكية - في المواقع التي تحتوي على عدد أكبر من منشآت الزيت والغاز داخل دائرة نصف قطرها 5 كم.
وأشار إلى وجود تنوع أكثر في المحطات الأقرب إلى منشآت الزيت والغاز الساحلية، ومن بين الخلجان الشاطئية الصغيرة السبعة التي أخذت عينات منها، وجد أن تلك التي تحتوي على منشآت زيت وغاز أكثر، تواجدت فيها أنواع أكثر.
تتبع صوتي
وقال: غطى التتبع الصوتي 40 % من المساحة الكلية «الدراسة التجريبية»، وفي المنطقة التي سُلط عليها الشعاع، بلغ تقدير الكتلة الحيوية للأسماك البحرية الصغيرة أكثر من 100613 طنًا، وعليه ففي إجمالي المياه السعودية، قد تتجاوز الكتلة الحيوية للأسماك الصغيرة السابحة 200000 طن.
وأشار إلى أن منظمة الأغذية والزراعة الدولية أجرت مسحين صوتيين تحت الماء في المياه السعودية في الخليج العربي، وقدرت الكتلة الحيوية للأسماك البحرية الصغيرة في سبتمبر 1977 بحوالي 200000 طن، و136000 طن، في يوليو 1978.
إدارة مستدامة
وتطرق عضو فريق البحث العلمي بجامعة الملك فهد د. إبراهيم عبدالقادر إلى المصايد الموجهة، وآفاق لإدارة مستدامة للمصايد السعودية بالخليج العربي، ووسائل الصيد، موضحًا أن المصايد السمكية متغيرة وليست مستقرة، وجامدة على حال، وأن الظروف المحلية وأنواع الأسماك وخبرة الصيادين هي عوامل تتسبب في أفول مصايد أو ظهور مصايد جديدة.
وأكمل: على سبيل المثال، مع مطلع تسعينيات القرن الماضي لم تعرف المياه السعودية بالشرقية كلا من مصيد القبقب بالقراقير أو الكنعد بالمناصب الهائمة أو الشكة بشقيها المستهدفة الكنعد والأسماك القاعية، بينما تراجع مصيد الكنعد بالمناصب الثابتة بعد ما كان يترأس مصايد الكنعد في مياه المملكة.
مصايد موجهة
وأضاف: يتواجد 24 مصيدًا موجهًا في المملكة، 11 وسيلة، و14 نوعًا مستهدفًا، و4 مصايد تستهدف مجموعة من الأنواع تستخدم وسائل الصيد التالية «الشباك الخيشومية القاعية، والقراقير، والشكة القاعية، والحداق».
جانب بيئي
وتحدث كبير الصيادين في مباحر الجبيل يوسف الخالدي، والذي مثل الصيادين، قائلًا: «ليس كل الخليج العربي صالحا للصيد، فهناك مناطق غير صالحة للصيد، والأماكن الصالحة لا تتجاوز 10 %، وأما عن الجانب البيئي، فنحن حريصون عليه».
وعن المدة المتبعة في صيد الروبيان هذا العام، فأكد: «لم يكن له مثيل منذ نصف قرن، ويبدأ موسم الروبيان كل عام في 1 أغسطس، ويستمر حتى 31 يناير، وهذا اختيار صائب وهو الأفضل، وقد أثبتت فعاليته، ونحن نؤكد أن الموسم الأخير السابق لعام 2020م هو الأفضل منذ 50 عامًا».
مدخلات ومخرجات
تناول عضو فريق البحث العلمي بجامعة الملك فهد د. يو جيا لين، تقييم مخازن الأسماك الرئيسية، وحالة استغلالها في المياه السعودية بالخليج العربي، والمفهوم الرئيسي المدخلات والمخرجات، سواء عن نفوق الصيد والنفوق الطبيعي، ودخول المجندات والنمو. وتحدث عن معرفة المخرجات من أجل حسن إدارة الثروة السمكية وضمان استدامتها من الضروري، ومعرفة أعداد وكميات الأسماك الموجودة في البحر وأعداد وكميات الأسماك التي يتم صيدها من البحر، وذلك من خلال المسوحات عن مصايد الأسماك، وإحصاءات إنزال الأسماك الرسمية.
دعم الأبحاث
أوصت ورشة العمل واللقاء بمواصلة دعم الأبحاث المرتبطة بدراسة الثروة السمكية، لما لها من دور مهم في ضمان استدامة هذا القطاع على المستوى البيئي والاجتماعي والاقتصادي، وحظر الصيد في المناطق الشاطئية التي اعتبرتها الدراسة مناطق حضانة «تم تحديدها في الدراسة». كان اللقاء قد بدأ بكلمة لنائب الرئيس للبحث والابتكار بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. علي الشيخي، وكلمة لمدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. عامر المطيري.