يكثر الحديث خلال السنوات الماضية عن ضعف إعلامنا، وأنه لم يواكب تطلعات المشاهد السعودي خاصة والعربي بشكل عام، ويستدلون على ذلك بأدلة ليست حقيقية، وهي أقرب للتخرصات والظنون منها للحقائق، أعتقد بصفة شخصية ـ ليست مبنية على دراسات ـ أن إعلامنا السعودي بشقيه المقروء والمريء، وكذلك وسائل التواصل حقق حضوراً مهماً على المستويين المحلي والعربي، بل استطاع في كثير من الأحيان تصحيح أغلب المفاهيم السائدة وإيصال الحقيقة للمتلقي بشكل كبير، وكذلك تمكّن إعلامنا من الرد على كل حاقد وناعق لا يريد بنا وبأمتنا خيراً.
الشواهد على ذلك كثيرة لعل آخرها قضية المدعو (شربل وهبة) عندما وصفنا بالبدو، وكيف استطاع ذلك الجيش الإعلامي الوطني من الرد عليه وقلب تفاهاته على رأسه حتى هرب مذعوراً يطلب السلامة، وهناك الكثير من القضايا، التي نجح إعلامنا فيها خارجياً مثل عاصفة الحزم والإخوان ومقاطعة تركيا وقضية خاشقجي وغيرها من قضايا تمكنت وسائل إعلامنا من إيصال الصورة بشكل واضح للمتلقي وكسب ثقته، والدليل على ذلك أن قنواتنا وصحفنا تحقق أعلى نسبة مشاهدة من خلال دراسات تم الإعلان عنها مسبقاً، وفيما يتعلق بالقضايا الداخلية أعتقد لا مجال لمنافسة إعلامنا بتاتاً في هذا الموضوع وبالذات بعد التوجه الأخير لقنواتنا للتركيز على القصص الداخلية وتغطية الأحداث أولاً بأول خلاف المتابعة المستمرة لجميع المناسبات العلمية والدينية والثقافية والفنية وغيرها، أيضا النقلات التقنية الهائلة التي أوجدتها صحفنا وعلى رأسها جريدة «اليوم» مما لا يشابهه أي تقدم تقني في صحفنا العربية.
جميع ذلك التطور والمتابعة أوجد قاعدة جماهيرية محلية وعربية تتابع ما تبثه وتنشره وسائل إعلامنا بكل شغف وثقة ـ وأعتقد ـ أن مقولة إعلامنا ضعيف لا تناسب المرحلة الحالية بل أقولها بكل صدق إن مَنْ يطلق ذلك الكلام يتجنى على وسائل الإعلام لدينا، إذن ما المشكلة؟ أعتقد أنها مقولة تم الترويج لها منذ سنوات، وبالأخص بعد الانفتاح على البث الفضائي الخارجي بهدف زعزعة ثقة المشاهد المحلي وتحويل البوصلة إلى قنوات أخرى تبث ما يحلو لها في عقول مشاهدينا، ربما صاحب تلك المقولة ـ بعض الحق ـ في تلك الفترة، أما حالياً فأعتقد أنها خاطئة تماماً.
مقالي ربما لا يعجب أصحاب هذا الرأي، ولذلك أقول لهم بعد تغيير البيت الشهير (نعيب زماننا والعيب فينا) إلى (نعيب إعلامنا والعيب فينا).
almarshad_1@