ذكريات نصف أهالي الشرقية وعبقها الجميل فعلى جدرانها وأرصفتها ومدارسها تقرأ ماضا جميلا، قليل أن تجد شخصا لم يسكن الحي أو يكون له أقرباء به «من أفضل الأحياء المخططة هندسيا من حيث المخارج والمداخل وفسح الشوارع وموقعها المميز في الخبر ووقوعها على مجموعة هضاب جيرية حتى شروق الشمس وغروبها وهبوب الرياح أخذ في هذا الحي الجميل روعيت فيه الطرق الرئيسية والفرعية والأزقة لعبور المشاة لم ينس مخططوها، اهتموا بالمدارس والمراكز الصحية والشوارع التجارية بحيث لا تضطر إلى الخروج للشوارع الرئيسية»، كان هذا الحي يسكنه علية القوم وكبار مسؤولي المنطقة وتجار الخبر المعروفون حتى أن جيرة بيوت الثقبة يضرب بها المثل في التآلف، عوائل عريقة وقبائل عديدة تعاقبوا على سكنى هذا الحي الذي كان يفتخر أهله بالسكن به. وارتفع سعر الأراضي به بشكل كبير.
اليوم الحي تجول به العمالة والوافدون، شوارع رئيسية ببيوتها ومتاجرها ودكاكينها تباع فيها منتجات بلادهم، شوارع متوازية تشعر بالغربة وأنت تتجول بها، رغبت بها العمالة لتدني إيجارات البيوت المتهالكة وتوفير فرص عمل وتوفير المواصلات، بيوت شبه منهارة يقطنها العشرات من العمالة الوافدة، حي لا يهدأ ليلا ونهارا، هرب أهلها الأصليون خوفا على أبنائهم بعد تفكك النسيج الاجتماعي وعدم وجود منازل صحية صالحة لسكن العائلات «أتحدث عن السواد الأعظم»، أصبحت مسرحا للجرائم والسرقات ومركزا لبيع الممنوعات، وعزف المستثمرون عن البناء بها أو تجديد بناء منازلهم القديمة لعدم جدوى الدخل فالعمالة لن تدفع والمواطن يبحث عن أحياء أكثر هدوءا من صخب الثقبة.
نتمنى ويتمنى الكثير أن تشكل لجنة من عدة جهات لدراسة وضع الحي الأمني والصحي والاجتماعي، ولتكن أولى الخطوات نقل العمالة لمناطق بعيدة عن سكن العائلات، حصر وإزالة المنازل الآيلة للسقوط، إعادة هندسة الشوارع الرئيسية حسب الكثافة المرورية بحيث يكون شارع مكة شريان الثقبة الرئيسي طريقا ذا اتجاه واحد، والنظر في انتشار البقالات البدائية، مجرد اقتراحات لو تحققت لتوقف التمدد العمراني وعاد معظم المواطنين واستغللنا موقعا مميزا ورائعا، نتمنى ذلك.
تحويلة:
أحيانا يأخذك الحنين إلى بيت الطين وشرب الماء من الزير والأكل على الحصير وركوب البعير والمشي حافيا على تراب وحجار القرية، تتنفس هواء المهفة من الخزف، برغم حياة الرفاهية التي تعيشها، غريزة في الإنسان الحنين إلى الماضي مهما تبدل الحاضر للأفضل.
@sajdi9