قبل ما يقارب سبعة أشهر كتبت مقالا بعنوان (القبعة واللثام) تحدثت فيه عن مزايا الإنسان التي يكتسبها من طبيعة البيئة حوله وبحكم طبيعتنا تحدثت عن رجل البادية الذي غالبا يكون متنقلا وراحلا، متزينا ومتحفظا بلثامه الذي يحمي وجهه ويعطيه هيبة وشموخا كفارس الحرب الشجاع، الذي يتميز بالقوة والجسارة والشجاعة والمساعدة وكرم الضيافة وغيرها من الخصال الحميدة وكذلك أتيت بمثال آخر عن رجل القبعة وهو (راعي البقر) وهو أيضا رجل معروف عند الغرب بشدة التحمل وقوة البأس ويعتبر أنموذجا إيجابيا للرجال عندهم. هذا إن سلمنا أن رجل اللثام اكتسب هذه الصفات والفضائل من بيئته فماذا لو أكملها وطورها بالعلم والعمل والقدرة على تحقيق الإنجازات من تنمية وبنى تحتية وتطور ممتد عبر السنين، كل ذلك يحويه رجل البادية طوال عمره فكبر وكبر أبناؤه وبناته منهم من لازمه ومنهم من ذهب يطلب العلم ويطبقه في العمل حتى نفع نفسه وأهله وغيره. هذا مثال مختصر لما علق عليه وزير الخارجية اللبناني المستقيل وما ظن أنه يستطيع الإسقاط بهذا الوصف ولم يعلم أنه ذكر المجد لنا من أطرافه، أشكر كل من بادروا بالرد عليه وعلى ما قدمته المملكة من عطاء يفوق حد الجزالة للبنان وشعبها بكل أطيافه ومكوناته وهبات وحلول ومعونات ومبادرات للسلام سلمت لبنان وأهله من حمامات دم تعدت الركب، ولذلك حاولت أن أضيف لهم طرحا آخر بتعريف ما يحويه المجتمع الذي انطلق من البادية إلى اتجاهين واحد اتجاه البحر فنزل في أعماقه واكتشف ثرواته المعدنية والنفطية والحيوانية ثم الاتجاه الآخر فوق البحر فاكتشف الأرض وما بداخلها وبنى فيها وعليها وارتفع عنها بناطحاتها حتى وصل حدود الفضاء والقمر قبل أكثر من 31 عاما بمكوك ديسكفري الذي صعد به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، هذه لمحة بسيطة من تاريخنا المشهود والحاضر للعيان واقعا يشاهد والمستقبل المرسوم بإذن الله هو ما يحويه وطننا الذي بدأ من البادية ومستمر للنمو في الاتجاهين، هذا ما تحويه باديتنا يا معالي الوزير وقد يلومني البعض بأنني استخدمت كلمة «معالي» نظرا للسوء الذي بدر منك ولكن سأصر على استخدامها لأن محتوانا الذي انطلق من البادية حتى أوصلنا للأعراف الدبلوماسية علمنا أن مبادئها أن ينادى الوزير بمعالي بينما أنت حاويتك لم تعلمك مبادئ الأعراف الدبلوماسية في التخاطب مع الدول ووصف شعوبها فضلا عن ظنك بتعمد الإسقاط عليها بوصف هو من أجمل ما تفخر به، وقبل أن أختم أسألك يا معالي الوزير ماذا عن حاويات الشوارع لديكم المتعثرة من سنين هل ما زالت عائقا أمام النفايات؟ واعلم أنه ليست كل النفايات هي التي في الشوارع بل يظهر بعضها في البرامج أمام الناس. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi