[email protected]
تركت البيئة الأحسائية أثرًا كبيرًا على فنانيها التشكيليين، ومبكرًا رسم الفنانون ومنذ بداياتهم الطبيعة والبيئة الأحسائية بمزارعها وبرّها وأسواقها ومظاهر مجتمعها. كانت الحياة الاجتماعية ومظاهرها واضحة في أعمال معظم الفنانين، وقد تراوح رسمها بين النقل والاهتمام بالتفاصيل، وبين حالة التعبير التي منحت الفنان حريته وتوظيف رموزها ضمن صياغات تحديثية وتأثير الأساليب والتيارات الفنية المعروفة.
سنجد المكان بتقليديته واضحًا في أعمال محمد العمير، وهو معلم وخطاط، فعبّرت مجموعته القليلة عن أماكن بعينها، رسمها توثيقًا وتسجيلًا. لكن عبدالحميد البقشي الذي تميّزت اشتغالاته المبكرة نحو التعبير عن مكامن النفس البشرية، استوحى بعض عناصره من محيطه خاصة الأبنية، بالمقابل نجد تسجيلًا واضحًا لكثير من المظاهر والجوانب الاجتماعية، وبكل أشكالها في أعمال أحمد المغلوث، الذي يستعيد مشاهد قديمة لمظاهر اجتماعية أراد تسجيلها وتوثيقها. توجّه محمد الصندل في عدد من أعماله إلى الحياة الاجتماعية، وإلى رسم حياة البسطاء من الفلاحين وباعة الأسواق، وكذلك استعادة بعض المظاهر الحياتية القديمة من خلال ذاكرة عاشت وخبرت تفاصيل المشهد، رسم البائعين والفلاحين ومظاهر الحياة الاجتماعية، وجمع أحمد العبدالنبي بين أكثر من أسلوب لتمثيل مظهر مستوحى من المكان والبيئة الزراعية، وبالمثل توفيق الحميدي الذي يتجه إلى نواحٍ أكثر تعبيرية مع جوانب تستوحي العنصر المحلي وبإسقاط رمزي. المشهد الأحسائي نجده في بعض أعمال سامي الحسين خاصة المبكرة، وكذلك تأثير البيئة في أعماله اللاحقة التي تُستوحى من الأماكن الزراعية خاصة الأحراش، وسعدون السعدون الذي رسم المزارع وفضاءاتها المخضّرة، وعبدالعزيز الخوفي الذي سعى إلى رسم بعض المشاهد المعروفة كالقصور والقلاع مستعينًا بلقطة ضوئية أو من الذاكرة، كما رسم أحمد السبت عددًا من الشواهد والأبنية والمواضيع الاجتماعية.