قلت: الفراغ يا صاحبي كنت قبل التقاعد أبحث عنه وأجده، وأقضي معه بعض الوقت.. واليوم هو من يبحث عني فلا يجدني!.. لأني محجوز بمواعيد فرح كثيرة.. كلها تخطب ودي.. وأنا كالأمير أختار ما يبهجني منها!.. وما بين وقت وآخر يطل الفراغ، فيجدني مشغولا مع نفسي، فيتركني ويمضي، فهناك مواعيد كثيرة تنتظره!
أنا لست نرجسيا.. وإن كنت أرى نفسي في المرآة كثيرا!.. تماما مثل ما فعل (نارسيس) عندما شاهد وجهه في الماء، فأعجب بجماله.. نعم أنا أحب نفسي، بل أعشقها.. ولذلك أحبكم، ولا أحمل في قلبي سوءا لأحد.. إنني لا أعيش هائما في أوهام العظمة.. إنني متفرغ للإنتاج.. وأحرص على الجودة.. ولا أحسن التسويق.. وحين أموت لن تنبت على قبري زهرة نرجس، وإنما سأترك علما وأدبا وفنا.. فاتركني وشأني.. أحلق في مرآتي فالحياة قصيرة.
القمر لا يخبئ نفسه.. ولا يأبه بالغيوم لأنها عابرة..
ولا يسمع صوت الوشاة لأنه يعلم ألا شيء فوقه إلا الله.. القمر بإمكانه أن يعيش وحيدا إلى ما شاء الله.. ينتظر مرآة في الأرض.. تعكس جماله ليرى صورته البهية ترتسم عليها، وتبقى تنتظره كلما غاب.. وهو دائما في الميعاد، يقابل الشوق بالشوق.. فأينك أيتها المرآة؟
*****
القنديل والفراشة..
هكذا تكون العلاقة..
لتدوم المودة..
لتدوم المحبة..
تعبير تلقائي..
واندفاع لا تمنعه عزة..
فالحب الصادق ينكرها..
من يتكبرون على الحب..
لا يعرفون قدره..
إنهم انتهازيون..
يحبون أنفسهم..
وتحكمهم نزعة التملك..
والحب عطاء..
وليس تملكا..
الحب صفاء..
كن لمن يحبك..
مثلما يحب..
كن له صفاء..
فالصفاء أقصى الوفاء!
[email protected]