كانت أياماً أشد وقعاً وحزناً على القلوب لمَنْ فقدناهم ورحلوا فيها عن الدنيا من أبناء أخواتي جبر الله خواطرهن في فقد فلذات أكبادهن (فائزة وسامي) رحمهما الله، اللذين كانا يتحليان بأجمل صفات من (حُسن خُلق) وصلة رحم وبرٍ للوالدين ونقاءً للسريرة كانا أصحاب وجوه نيّرة وابتسامة دائمة، رحلا تاركين الدنيا بآلامها وهمومها إلى حياة الآخرة بجوار كريم رحيم بعباده، فائزة بفيروس كورونا بالمستشفى، وسامي اختناقا بسبب التماس كهربائي بمنزله وهو صائم ومصلٍ، كان الاثنان لهما صفات التسامح وطيب النفس في تعاملهما، رحلا تاركين شوقاً لأسرتيهما لا تطفئه السنين، فُجعنا بخبر وفاتيهما لذكرهما الطيّب بين الأقارب، وفي الملأ ولكن ما خفف آلامنا هو كثرة الثناء عليهما لمَنْ يعرفهما، ومَنْ يسمع بذكرهما وتواصل الألسن بالدعاء لهما، فالناس شهود الله في أرضه (فأي خبيئة كانت بينهما وبين الله رحمهما الله)، اللهم أفسح لهما في قبريهما، وافتح لهما باباً تهب منه نسائم الجنة، واربط على قلوب والديهم وذويهم وألهمهم حسن صبرك الجميل، نعلم بأن (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)، ولكن الأسباب تتعدد، فالموت سيأتيك يا عبدالله بغتةً، فإن تخطاك اليوم لغيرك، غداً سيتخطى غيرك لتكون أنت ضمن قوافل الراحلين، فعلينا الاعتبار ومراجعة أنفُسنا قبل فوات الأوان لإصلاح ما بيننا وبين الله في السر والعلن، فالموقف عظيم والقبور أهوال وظُلمات موحشة، والموت أقرب إلينا من حبل الوريد، زيارته ستكون مفاجئة لن يطرق باب أحدنا، ولن يستأذن لقبض روحه صغيراً كان أم كبيراً، فلنكن على أهبة الاستعداد لمثل هذه اللحظة.
@almalki11999