يكمن الإبداع في أن ترى ما لا يراه الآخرون أو أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة أو أن تكون لك القدرة على تصور شيء جديد وغير تقليدي وربما أن تفكر بحل المشكلات بأساليب وطرق جديدة لم تكن موجودة سابقا. للإبداع أنواع فعلى سبيل المثال قد يكون الإبداع على الصعيد الشخصي أو الجماعي أو المؤسسي وبالطبع توجد معوقات للإبداع على المستوى الشخصي أو قد تكون من المجتمع أو بسبب الظروف المحيطة.
أما الابتكار فيرتبط بالتنفيذ ونتاج العمل وتحويل الأفكار إلى حلول واقعية والقدرة على تنفيذها بطرق وأساليب جديدة تنتج عنها منتجات أو خدمات أو أساليب لم تكن معروفة أو موجودة من قبل، وبالتالي كأننا وضعنا الإبداع موضع التطبيق، فالابتكار مقرون بالمبادرة والمجازفة وله تكاليف مادية لذا فالإبداع الناتج عن استخدام الخيال لن يصبح مفيدا وحده بدون الابتكار الذي سيجعل منه شيئا ملموسا صالحا للاستخدام. من البديهي أنه يصعب قياس مدى النجاح في الإبداع لأنه أمر نسبي على عكس الابتكار الذي يرتبط بالإنتاج لأشياء ونتائج ملموسة يمكن قياسها، لذا فقياس نسبة نجاحه من الأمور الممكنة بكل تأكيد. ويمكن تصنيف الابتكار في مجال الأعمال إلى أربعة تصنيفات بناء على عدة محاور منها التقنيات المستخدمة في الابتكار، استحداثه لسوق جديد أو نموذج عمل جديد، لكن تختلف المسميات أحيانا. النوع الأولى يسمى الابتكار التدريجي ويكون في نفس السوق مع تحسين في المنتج أو التقنية (مثال: زيادة سرعة معالجات الحواسيب أو زيادة المساحة التخزينية للأقراص الصلبة)، أما النوع الثاني فيسمى الابتكار الجذري (مثال: استبدال كابلات الإنترنت من نحاس إلى فايبر أو الأقراص الصلبة بالأقراص الإلكترونية) وهنا تم استحداث تقنية جديدة لنفس السوق، أما الثالث فيسمى الابتكار التحويلي أو الإنشائي (مثال: أوبر، كريم) حيث إنها استحدثت نموذج عمل جديدا لمفهوم سيارات الأجرة، الابتكار الثوري أو المدمر (مثال: الطائرات والسيارات والقطارات) بدل الوسائل التقليدية سابقا من خيول وعربات.
أخيرا دعونا نستعرض مثالا على الإبداع والابتكار بالنظر إلى فكرة أوبر (Uber) والتي بدأت بفكرة إبداعية عام 2009 تتمثل في إمكانية عمل أي شخص كسائق والاعتماد على مبدأ تقاسم الركوب أو مشاركة المركبات، والتي تحولت في خلال سنوات لتطبيق واقع يستخدمه أكثر من 78 مليون مستخدم حول العالم وهذا هو الابتكار.