وأضاف: كانت الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية قد بدأت تشهد موجة من الاحتجاجات بعد ما زعمت جماعات المعارضة والمراقبون الدوليون أنها انتخابات سرقها رئيس البلاد الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة، ألكسندر لوكاشينكو.
وأردف يقول: رغم ذلك كان الرئيس دونالد ترامب صامتًا بشكل واضح في استجابته للوضع، في انعكاس ليس فقط لنقطة ضعفه الغريبة بالنسبة للحكام المستبدين في الدول السوفييتية السابقة، ولكن أيضًا نظرًا للاحتمال الذي كان يلوح في الأفق في ذلك الوقت بأنه قد يكون أيضًا متورطًا في ممارسات تلاعب بنتائج الانتخابات في بلده.
وأردف يقول: رغم أن إدارة ترامب فرضت لاحقًا عقوبات على مسؤولي بيلاروسيا وشركات الدولة، فإن بايدن ندد آنذاك بالوضع باعتباره اعتداء من حكومة لوكاشينكو على الديمقراطية، وتعهد باتخاذ إجراءات مبدئية إذا تم انتخابه.
وأضاف: منذ توليه منصبه، جددت إدارة بايدن العقوبات على بيلاروسيا، بما في ذلك منع المعاملات مع تسع شركات نفط وبتروكيماويات كبرى في بيلاروسيا، كما فرضت عقوبات على 109 مسؤولين حكوميين مرتبطين بحملات القمع التي تمارسها، لكن الأحداث التي وقعت خلال عطلة نهاية الأسبوع قد تعني أنها ستواجه ضغوطًا لتصبح أكثر صرامة إلى حد كبير.
ومضى يقول: يوم الأحد الماضي، وفيما يبدو أنه جزء من حملة واسعة النطاق ضد نشطاء المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة، اتخذت السلطات في بيلاروسيا خطوة دراماتيكية باعتراض طائرة ركاب مدنية تقل معارضًا بارزًا بطائرة مقاتلة من طراز ميج 29 وإجبارها على تحويل مسارها إلى عاصمة البلاد مينسك.
وتابع: عقب الهبوط اختطف مسؤولون في بيلاروسيا الصحفي رومان بروتاسيفيتش، ووصف العديد من القادة الأوروبيين الغاضبين قطع مسار الرحلة أنه اختطاف وعمل إرهابي قد يكون سببًا في مزيد من العقاب لنظام معزول بالفعل.
وأضاف: أثار الحادث أجراس الإنذار في جميع أنحاء أوروبا، سواء بشأن طبيعته الوقحة أو آثاره الأوسع على السفر الجوي الإقليمي.
وتابع: على عكس نظرائه في روسيا، أظهر لوكاشينكو أن خصومه السياسيين ليسوا آمنين حتى في المنفى.
وأردف: في الأسابيع الأخيرة داهمت السلطات في مينسك مكاتب واستوديوهات عدد من وسائل الإعلام التي تنتج تغطية تنتقد لوكاشينكو ورفاقه، كما عطلت موقعًا إخباريًا مستقلاً.
وأشار إلى أنه رغم رفض إدارة بايدن للواقعة، فإن ما سيحدث بعد ذلك هو أمر صعب، لأسباب ليس أقلها أن بايدن يستعد لاجتماع محتمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل.
وأردف: في مواجهة الضغوط الأوروبية المكثفة، قد يلجأ لوكاشينكو إلى موسكو للحصول على مزيد من الدعم والحماية، وهي خطوة قد تشهد تكاملًا أمنيًا وسياسيًا أكثر إحكامًا بين البلدين.
واستطرد: هذه أخبار سيئة للمواطنين العاديين في بيلاروسيا، اليائسين لبناء ديمقراطية حقيقية، كما أنه يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة لإدارة بايدن التي تواجه انتقادات لعدم بذل المزيد من الجهد لإحباط التقدم في خط أنابيب الغاز الطبيعي الرئيسي المدعوم من روسيا إلى أوروبا.
ومضى يقول: في واشنطن، طرح عدد من المؤسسات البحثية مقترحات سياسية لمقاربة أكثر حزمًا تجاه بيلاروسيا من قِبل إدارة بايدن، إلى جانب العقوبات الجديدة والتعاون الأمني الأكثر قوة مع جيران بيلاروسيا الأوروبيين، نُصح بايدن باعتبار لوكاشينكو رئيسًا سابقًا للبلاد، ورفع علم بيلاروسيا القديم الأحمر والأبيض في وزارة الخارجية، والذي يحظى بشعبية بين المتظاهرين المناهضين للوكاشينكو، ودعوة زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا إلى البيت الأبيض.