روبن ويليامز الممثل الكوميدي الأمريكي الشهير والمعروف بشخصيته المبهجة وثروته الطائلة مات منتحرا بعد أن عانى من الاكتئاب الشديد لسنوات، ومثله كذلك كورت كوبين الموسيقي الشاب الذي ذاع صيته وتصدرت أغانيه قائمة الموسيقيين في جميع أنحاء العالم، وكذلك إرنست همنغواي أحد أفضل الروائيين الأمريكيين، والقائمة تطول.
وهنا نقول إنه ليس كل ما يظهر لنا حقيقة، وليس كل ما يلمع ذهبا، كما أنه ليس كل ما يعرف يقال، فالسعادة التي يغلفها وئام من أفراد المجتمع عبر منصات ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ليست على إطلاقها وجها وانعكاسا لسعادة حقيقية، بل على العكس من ذلك، فهي سعادة لحظية تذهب دون عودة، وتصبح النفس بعدها مدفوعة للبحث عن نوع آخر من المتع لإشباع رغبة يصعب معها الاقتناع، وقاع لحفرة عميقة يصعب أن يتم ردمها. قال عليه الصلاة والسلام (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
الشواهد التي بدأنا بها المقال وغيرها كثير تبرهن على أن السعادة لها وجه آخر كئيب لا يعرفه الكثيرون منا، بل إن في سعي البعض للحصول على هذه السعادة المزعومة، قد يقدم على تقديم العديد من التنازلات التي تتحول معها السعادة فيما بعد إلى هم يلاحق صاحبها دوما ويدفع ثمنه باهظا طيلة أيام عمره.
قال على بن أبي طالب رضي الله عنه:
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت
إن السلامة فيها ترك ما فيها
azmani21@