كل شخص يسير على وجه الكرة الأرضية معرض للمواقف المختلفة ومعرض للصدمات، التي قد تتسبب للبعض بالضغوط النفسية والتعب والقلق والتوتر وضيق العيش، بالتأكيد إن نتائج هذه المواقف وهذه الضغوطات تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الإنسان أو الشخص الذي يتعرض لها، ولكن درجات تلقي هذه المؤثرات تختلف من شخص لآخر، هناك من يقابلها بالصبر والتحمل، ويحاول أن يعالجها بطريقة مناسبة، ويضع استراتيجيات للتقليل على الأقل من تأثيرها، ولا يجعلها تصبح عائقا يقتل لديه مشروع العمل، أو هاجسا يعكر صفوة حياته، ويحاول أيضا التكيف معها، وقد يستطيع التخلص منها، وفي المقابل تجد آخر يصيبه الضجر والملل، ويصاب بخيبة الأمل وتصبح هذه المعوقات حجرا صلبا يسد طريقه ويجعله يتحول إلى إنسان ضعيف وعاطل، نظرا لضيق مفهومه وعدم معرفة في كيفية التعامل مع هذه الظروف، وبالتالي تتحول لديه مشكلة تحتاج إلى حلول وهو لا يعرف حلولها، بلا شك أن الثقافة في معرفة تفاصيل الحياة، وكذلك النهل من منابع العلم، والوعي الذي يكتسبه الفرد من خلال تعامله الإنساني مع المجتمعات المختلفة، لها دور في نسبية العلاج، لذلك يجب على الإنسان المؤمن إذا أراد أن يتغلَّب على الصدمات أو الإحباطات أو الضغوطات التي تصادفه في مسيرة حياته أن يكون متحلّيا بالصبر ومتسلحا بالإيمان بالله تعالى ومؤمنا بقدره؛ لكي يستطيع تجاوز ما حلَّ به من ظروف، من المفترض أن هناك من يستفيد من هذه الصدمات وهذه المواقف المؤلمة والإحباطات، ويسأل نفسه لماذا هذه الصدمة؟ لو فكر قليلا قد يجد أن هناك رسالة قد تغير مجرى حياته، ومحيط تفكيره وعقله، العالم فيكتور إميل فرانكل طبيب أعصاب نفسي نمساوي، وأحد الناجين من المحرقة، وهو أحد مؤسسي العلاج بالمعنى، الذي هو شكل من أشكال العلاج النفسي الوجودي يقول: إن الطريقة التي يتقبّل بها الإنسان قدره، ويتقبل بها كل ما يحمل من معاناة، والطريقة التي يواجه بها مِحنه، كل هذا يهيء له فرصة عظيمة -حتى في أحلك الظروف- لكي يضيف إلى حياته معنى أعمق، مشيرا إلى أن آخر الحريات العظيمة حرية اختيارك لتوجهك الفكري الخاص تحت أي مجموعة من الظروف.
alnems4411@