@alsyfean
حين يفكر المسؤول بعقله، فهذا أمر متعارف عليه ولكن أن يفكر بأذنه، فهذا أمر مستغرب علينا جميعا، حيث تعودنا أن نفكر بعقولنا وليس بآذاننا كما هو حاصل للأسف مع بعض المسؤولين، الذي يترك نفسه أسيرا للقيل والقال من بعض المغرضين المتمصلحين ونتيجة لذلك يترك لهذه الفئة المريضة، التي جندت نفسها لبث الشائعات تحقيقا لغايات في نفوسهم المريضة، منطلقا للتعامل مع الآخرين فتصبح العداوة الشخصية مقياسا لتقييم قدراتهم ومواهبهم، فالموظف المخلص المثابر، الذي يبذل الجهد والعرق والإخلاص في سبيل مصلحة العمل تجده منسيا من أبسط حقوقه لمجرد أن أحد زملائه قد همس في أذن مديره عنه بكلام قد يكون مفترى، فتصدر القرارات غير المنصفة بمثل هذا أو ذلك المرؤوس متناسياً كل جهد وإخلاص أو نشاط لهذا الموظف المخلص، الذي جل همه القيام بواجبه على أكمل وجه ليدفع بمؤسسته أو دائرته إلى المزيد من العطاء والتطور، ويحقق لها مع المخلصين من زملائه موظفين ومسؤولين المكانة الريادية بين مثيلاتها. إلا أن هذا المسؤول، الذي أغشى منصبه وبصره وبصيرته.. يفكر ويقرر بناء على ما يسمع من المغرضين ولا يكلف نفسه عناء البحث عن الحقيقة وتلمس الواقع.. فتنهار هذه الشركة أو تلك المؤسسة وتتلاشى مكانتها بين مثيلاتها ويهمش دورها لعدم الجدية في عملها، وتصبح عقبة كأداء في وجه هذا المواطن أو ذاك ممن لهم مصالح أو معاملات في هذه الدائرة أو تلك المؤسسة، ويبقى العمل مراوحاً في مكانه، فمثل هؤلاء المغرضين لا يعملون ولا يدعون المخلصين يقومون بواجبهم.
فاتركوا آذانكم وفكروا بعقولكم، فإن مَنْ ينقل الكلام لك ينقله لغيرك، وهذا مرض نفسي ونقص مركب لدى هؤلاء المغرضين، الذين لا هم لهم سوى القيل والقال، فالمسؤول الذكي والناجح يعرف الموظف ويقيّمه من خلال عمله وليس من خلال ما يسمع عنه من خلال هؤلاء المغرضين، الذين لا هم سوى القيل والقال وكثرة السؤال، يفرحون بسقوط المخلصين وكأنه حقق حلمه، الذي كان هدفه ويشيع خبره، بل يتباهى أمام زملائه بالعمل بذلك لا يريدون النجاح لأحد لأنهم فاشلون ولا يريدون أن يبرز موظف في منشآتهم خوفاً على وظائفهم ومصالحهم، وهناك من المغرضين لا يكتفي بالتحريض وبث المعلومات الخاطئة، بل يتعدى ذلك إلى إرسال الشكاوي الكيدية والمعلومات المغلوطة عن هؤلاء المثابرين المخلصين في محاولة منه لإبعاده وتشويه سمعته، هؤلاء المرضى هم مَنْ يزرعون الشر والفتن لتحقيق غاياتهم للأسف على حساب المخلصين في بيئة العمل.