وبحسب المقال، تعد الاتفاقية جزءًا من اتجاه أكبر تشتري فيه مصر أسلحة أقل من الولايات المتحدة وأكثر من روسيا وفرنسا.
ومضى يقول: من المؤكد أن روسيا، من منظور أمريكي، خصم بينما فرنسا الدولة الحليف في الناتو منافس اقتصادي.
وأردف يقول: مع ذلك، إذا استمرت هاتان الدولتان في إزاحة الولايات المتحدة عن سوق السلاح المصرية، فقد يتضاءل نفوذ واشنطن في القاهرة.
وأضاف: من شأن ذلك أن يقوض المصالح الأساسية للأمن القومي للولايات المتحدة.
وتابع: إن الصفقة التي تم الإعلان عنها في 4 مايو، ترفع إجمالي أسطول رافال المصري إلى 54 طائرة، بناءً على صفقة تمت في 2015 أصبحت خلالها مصر أول عميل أجنبي لطائرة رافال.
المقاتلة رافال
ومضى كتّاب المقال بقولهم: رافال مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع تصنعها شركة داسو للطيران، وتم طلبها من قبل الجيوش الفرنسية والمصرية والقطرية والهندية واليونانية. إضافة إلى المستشعرات المتطورة وأنظمة الاستهداف والأسلحة، يمنح طراز F-3R مصر إمكانية الوصول إلى القدرات، التي رفضت الولايات المتحدة بيعها للقاهرة في الماضي، مثل صواريخ جو-جو بعيدة المدى.
ولفت المقال إلى أن شراء مصر مقاتلتين فرنسيتي الصنع لا يشكل بالضرورة تطورًا أو قلقًا كبيرًا، لكن أهمية الصفقة تزداد عندما تُفهم على أنها جزء من تحول القاهرة الأكبر بعيدًا عن الأسلحة الأمريكية.
وأضاف: في الواقع، جاءت آخر عملية بيع كبرى للطائرات الأمريكية لمصر في عام 2010 مع نقل 20 طائرة من طراز F16 CS.
وأشار إلى أنه مع إطاحة الرئيس المصري محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في 2013، ردت إدارة الرئيس باراك أوباما على ذلك بتجميد كمية كبيرة من مبيعات الطائرات والدبابات والصواريخ لمصر لمدة عامين حتى تحسنت العلاقات.
تنويع الأسلحة
واستطرد المقال: بعد هذا التجميد، صعدت القاهرة من جهودها لتنويع مورديها من الأسلحة. من عام 2009 حتى وصول السيسي إلى السلطة في عام 2014، شكلت مبيعات الولايات المتحدة 47 % من واردات مصر من الأسلحة، لكنها تراجعت إلى 14 % فقط في الفترة 2015-2020، وفقًا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. والمستفيدون الأساسيون هم روسيا وفرنسا.
وتابع المقال: على سبيل المثال، في عام 2015، اشترت مصر حوالي 50 طائرة من طراز ميج 29 من روسيا، بالإضافة إلى 24 طائرة رافال من فرنسا.
وأضاف: بعد ذلك، في عام 2018، بدأت مصر في الحصول على ما بين 24 و31 من مقاتلات التفوق الجوي من طراز سو 35 من الدرجة الأولى من روسيا، وهي صفقة قد تؤدي إلى فرض عقوبات أمريكية.
وبحسب كتَّاب المقال، يقال إن مصر تتطلع إلى توسيع أسطولها من رافال إلى ما بين 72 و100 وحدة، بما في ذلك البديل F4.
وتابعوا بقولهم: يمكن أن يكون لدى مصر قريبًا عدد من المقاتلات من دول أخرى يفوق ما لديها من الولايات المتحدة.
ابتعاد القاهرة
وحذروا من أن هذا يحرم واشنطن من مجموعة متنوعة من المنافع الدبلوماسية والأمنية وقاعدة الابتكار الدفاعي، التي تذهب بدلاً من ذلك إلى دول أخرى، ومن بينهم خصوم.
وأضاف المقال: علاوة على ذلك، فإن ابتعاد القاهرة عن المعدات العسكرية الأمريكية يتجاوز مجرد المقاتلات.
وأردف: حصلت مصر على ناقلتي مروحيات من فرنسا وزودتهما بـ 46 مروحية هجومية من طراز كا 52 من روسيا. كما طلبت مصر نظام إس 300، وهو أحد أنظمة الدفاع الجوي الروسية الهائلة، وهو مصدر قلق محتمل في سياق التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
وأكد كتَّاب المقال على أن هذه التحولات بعيدًا عن الأسلحة الأمريكية جديرة بالملاحظة نظرًا لحقيقة أن واشنطن تزود مصر بما يصل إلى 1.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي السنوي، المصمم لتمويل المشتريات المصرية من المعدات العسكرية الأمريكية المنشأ.
قوة إقليمية
ومضوا بقولهم: تعد مصر قوة إقليمية ذات موقع إستراتيجي تتمتع بنفوذ دبلوماسي وأمني واقتصادي وثقافي كبير في الشرق الأوسط. البلد الأكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم الناطق بالعربية، تشترك مصر في الحدود مع إسرائيل وليبيا والسودان وقطاع غزة. ولا يزال اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه عام 1979 بوساطة أمريكية بين مصر وإسرائيل أحد المصادر الرئيسية للاستقرار في المنطقة المضطربة.
وأردفوا: لا تزال هناك تحديات بين مصر وإسرائيل، لا سيما في العلاقات بين الشعبين. ومع ذلك، حافظت الحكومتان على علاقة بناءة بهدوء في الغالب، بتشجيع من علاقات كل منهما مع واشنطن.
وتابعوا: تسيطر مصر أيضا على قناة السويس، وهي واحدة من أهم الممرات البحرية وطرق التجارة في العالم، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وما وراءه. القناة تحمل أكثر من 10% من التجارة العالمية. كما توفر القاهرة لسفن البحرية الأمريكية وصولًا سريعًا عبر قناة السويس، وهو امتياز أثبت قيمته عندما اندفعت مجموعة يو إس إس أبراهام لينكولن كاريير سترايك نحو بحر العرب في مايو 2019 خلال فترة التوترات المتزايدة مع إيران.
شراكة أمنية
وأضاف المقال: لهذه الأسباب وغيرها، فإن الحفاظ على شراكة أمنية وثيقة مع مصر يدعم مصالح الأمن القومي الأمريكي. أي إضعاف إضافي في العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر سيكون مصدر قلق خطير للأمريكيين والإسرائيليين، وكذلك نعمة محتملة لروسيا والصين.
وتابع: يبدو أن تقليص مبيعات الأسلحة الأمريكية قد حفز مصر على زيادة مشترياتها من الأسلحة من الدول الأخرى، التي لا تقدم مطالب تجدها القاهرة مزعجة.
وأضاف: في باريس وموسكو، وجدت القاهرة شركاء لم يتعرضوا لمثل هذه القيود فيما يتعلق بسجل حقوق الإنسان في القاهرة، وهي نقطة أوضحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع عقده في ديسمبر مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وتابع: علاوة على ذلك، لا تشترك فرنسا ولا روسيا في المخاوف الأمريكية بشأن التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
واختتم بالقول: ستستمر واشنطن في الترويج لمصالحها ومبادئها عبر مبيعات الأسلحة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يشير التاريخ الحديث إلى أن مثل هذه الجهود ستصبح أكثر صعوبة في المستقبل.