وتابع المقال: يبدو أن الرئيس بايدن وفريقه للسياسة الخارجية يوازنون بين حقيقتين أساسيتين، أولاهما أن خط الأنابيب قد اكتمل بالفعل، والثانية هي أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ألمانيا والشركاء الأوروبيين الرئيسيين الآخرين للمساعدة في تشكيل جبهة موحدة ضد التحدي العالمي للصين.
وأشار الكاتبان إلى أنه رغم وجود 120 شركة تعمل في عشرات الدول الأوروبية في الخط، لم تفرض واشنطن سوى عقوبات على مجموعة فرعية ضيقة من الكيانات المرتبطة بروسيا، ما يشير إلى أن العقوبات المفروضة حتى الآن على الجهات ذات الصلة بخطوط الأنابيب رمزية إلى حد كبير.
وأردفا: يعتبر «نورد ستريم 2» أولوية إستراتيجية أساسية لروسيا ولكنه أيضًا هدف مهم لألمانيا ودول أوروبا الغربية الأخرى، حيث يمكن أن يوفر لها إمدادات طاقة موثوقة منخفضة الكربون، لكن الخط ليس سوى أولوية إستراتيجية من الدرجة الثالثة للولايات المتحدة، وبدلاً من ذلك، تعمل واشنطن على تعميق استدارتها المستمرة تجاه آسيا.
ولفتا إلى أن المخاوف بشأن الصين منتشرة حتى في التفاعلات بين الولايات المتحدة وشركاء الأمن الأوروبيين الأساسيين.
وتابعا: في ظل هذه الخلفية، يمكن رؤية قيود عقوبات «نورد ستريم 2» الأمريكية على أنها مقايضة تكتيكية من قبل البيت الأبيض الذي يسعى إلى وحدة أكبر عبر الأطلنطي لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية الإستراتيجية من قبل الصين.
وأضافا: سيتزامن التحول فيما يخص «نورد ستريم 2» بشكل جيد مع المخاوف الأوروبية المتزايدة بشأن الممارسات الاقتصادية والمناخية والسياسية والعسكرية في الصين، بما يتوافق بشكل متزايد مع مخاوف أمريكا طويلة الأمد فيما يتعلق بالعديد من مجالات الاهتمام نفسها.
ومضيا بالقول: أوروبا مهتمة بشدة بمنافسة الشركات الصينية في الأسواق الحرجة ضد نظيرتها الأوروبية وفي السعي وراء التفوق التكنولوجي العالمي.
وتابعا: بينما تتحدث الصين عن البيئة، فإنها تحرق أكثر من 4 مليارات طن سنويًا من الفحم، مما يهدد مبادرات المناخ الأوروبية وموقع الشركات الأوروبية في السوق مقابل المنافسين في الصين المدعومين بالطاقة الرخيصة وكثيفة الاستخدام لثاني أكسيد الكربون.
ومضيا بالقول: يرى الأوروبيون أن التحدي الذي تمثله روسيا أكثر قابلية للإدارة، هذا يفتح الباب لبناء طريقة مؤقتة ثلاثية الأبعاد، تستوعب الولايات المتحدة رغبات أوروبا الغربية في الحصول على الغاز مباشرة من روسيا، وتساعد في تسهيل سياسات مرونة إمدادات الغاز، وتدمج بشكل أعمق القوى الأوروبية في تحالف الديمقراطيات الناشئ الذي تأمل إدارة بايدن في حشده ضد التهديد الاستبدادي الصيني.
وأضافا: بينما لا تزال روسيا مهمة بالنسبة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فهي ثانوية بالنسبة للصين، ستدرك السياسة الحكيمة هذه الحقيقة، وستستفيد من التوافر المتزايد لإمدادات الغاز المتداولة دوليًا كأساس للسياسات القائمة على السوق التي تساعد في ردع الإكراه الروسي الذي يستند إلى الطاقة.