وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا تخلت قبل ثلاثة أشهر عن خطة كانت الولايات المتحدة تدعمها لانتقاد إيران في مجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة، بسبب عدم تقديمها تفسيرا كاملا لمصدر الجزيئات. وجاء تراجع الدول الثلاث مع إعلان رافائيل جروسي المدير العام للوكالة عن محادثات جديدة مع إيران.
وسيكون على القوى الأوروبية الثلاث الآن أن تقرر ما إذا كانت ستعيد إحياء مساعيها لاستصدار قرار ينتقد إيران، مما قد يقوض مفاوضات أوسع لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 تُجرى حاليا في فيينا. وكان جروسي يأمل في أن يقدم تقريرا يتضمن تحقيق تقدم قبل اجتماع مجلس المحافظين مرة أخرى الأسبوع المقبل.
الكمية المسموحة
وتبلغ الكمية المسموح بها من اليورانيوم المخصب التي يمكن أن تمتلكها إيران وفقًا للاتفاق النووي 202 كجم من اليورانيوم المخصب بمستوى تخصيب أقصى يصل إلى 3.67%.
يأتي هذا بينما تقوم إيران حاليًا بتخصيب اليورانيوم على ثلاثة مستويات: 4.7% و20% و60%، وقدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول أمس الإثنين أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب تصل إلى 3241 كيلوجرامًا من اليورانيوم، أي 16 ضعف الكمية المسموح بها.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تستطيع تحديد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدقة بسبب عدم وصولها إلى بيانات المراقبة الخاصة بها في المنشآت النووية.
وأضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تحصل على البيانات اللازمة لمراقبة البرنامج النووي الإيراني منذ أن علقت إيران تطبيق البروتوكول الإضافي في 23 فبراير 2021.
وتمَ التأكيد في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن هذه الهيئة المراقبة الدولية فقدت الوصول إلى المعلومات وبيانات المراقبة في مرافق التخصيب وأجهزة الختم الإلكترونية، وكذلك المعلومات المسجلة في أجهزة القياس المثبتة في إيران.
خمسة أطنان
وكان علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قد أعلن يوم 7 أبريل 2021 أن إيران لديها خمسة أطنان من اليورانيوم المخصب وأن احتياطيات البلاد من اليورانيوم البالغة 20% وصلت إلى 57 كجم.
وأعلنت الوكالة في تقريرها الآن عن زيادة احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60%. وذكر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% وصلت إلى أكثر من 62.8 كجم والمخصب بنسبة 60% بلغت 42.2 كجم، وكلاهما مثال على انتهاكات الاتفاق النووي، وقد التزمت إيران بموجب هذا الاتفاق بعدم زيادة نسبة التخصيب إلى أكثر من 3.67%.
وحذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 26 مايو من أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بمستوى تصل إليه «الدول المصنّعة للقنابل» فقط.
وقال «غروسي» لصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «إن التخصيب بنسبة 60% هو للتسلیح، لأن المستوى التجاري يتراوح بين 2 و3%».
وشدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن الوضع مع طهران «مقلق للغاية» وقال إن البرنامج النووي الإيراني أصبح أكثر تعقيدًا وإنه ينبغي استخدام نظام تحقق «قوي للغاية».