أشارت المواطنة نورة إبراهيم، إلى أن إلغاء السنة التحضيرية خطوة جيدة، وذلك يعود على التفاعل القوي والتنافس بين الطلبة لدخول الجامعة المناسبة، ثم تبدأ منافسة أخرى لرفع المعدلات التراكمية لدخول التخصص المرغوب. ولكن بعد الإلغاء سيخفف الضغط ويقل مستوى الصعوبة فيسهل ذلك على الطلاب الدخول للمجالات بشكل مباشر وإتاحة الزمن الكافي لتلقي التعليم المناسب للتخصص.
وذكر الخريج البراء العماري أن المواد التي يدرسها طالب التحضيري هي مواد ليست لها علاقة بالتخصص الرئيسي، وبالتالي تضيع على الطالب سنة دراسية كاملة دون أن يستفيد منها شيئا في مجال تخصصه، حيث يعتبر تأخيرا في الدراسة، مما يعد قرارا إيجابيا وموفقا لتوفير الوقت والجهد.
ولفتت المواطنة نور يوسف إلى أن السنة التحضيرية تعتبر مرحلة تهيئة الطالب للجامعة، وكون بيئة الدراسة العامة مختلفة كليّا عن البيئة الجامعية، إلا أنها تعود بفائدة لأغلب التخصصات لتقليل عدد السنوات الدراسية، إضافة لوجود مقررات دراسية في المرحلة الثانوية تحاكي طبيعة التعليم الجامعي مما يكسب الطلبة بعضا من المهارات اللازمة والأساسية لخوض التجربة الجامعية، وتؤهلهم لذلك.
وذكرت المواطنة أشواق محمد أن السنة التحضيرية تعتبر تأسيسا للطالب الجامعي المستجد، وتمهيدا للنظام وطرق عقد الاختبارات والمشاريع التي تختلف عن الطرق التقليدية المقامة في مدارس الثانوية، وهذا الحديث ينطبق على نظام المدارس قبل سنوات، أما الآن ومع الأنظمة الحديثة فلا يحتاج الطالب إلى تلك المراحل التدريجية بل أصبح مؤهلا لبدء التعليم الجامعي دون الحاجة لتضييع سنة كاملة من المسيرة العلمية تتخللها مواد ومقررات دراسية عامة لا تمت للتخصصات بصلة.
استثمار أفضل لسنوات الدراسة الفعلية
قالت مدير إدارة التميز المؤسسي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، د. نادية الشهراني، إن التكاملية في التعليم ما بين التعليم العام والجامعي تحتاج لتعاضد الجهود من كافة المعنيين والجدية في التنفيذ والشراكة الحقيقية مع من هم في الميدان من العاملين في التعليم للوصول إلى مخرجات تتوافق مع احتياجات سوق العمل من الخريجين. مبينة أنه من الإصلاحات الهامة رفع كفاءة التعليم الجامعي، ومنها خفض سنواته من خلال الاستغناء عن السنة التحضيرية التي تستهدف تقليل التسرب بعدها أو خلالها، إضافة إلى استثمار أفضل لسنوات الدراسة الفعلية في الجامعة من خلال مراجعة الخطط الدراسية في الكليات وبرامجها والتخلص من بعض المقررات، وهذا واقع يعرفه من يدرس في الجامعات فبعض مقررات السنة التحضيرية تدرّس لاحقا في البرامج الأكاديمية بشكل أو بآخر، وهذا القرار سيغلق هذا الباب ويحسّن البرامج إذا طبقته الجامعات بشكل صحيح ومتكامل كما خططت له الوزارة.
وأضافت إن الوزارة لم تلزم الجامعات به مباشرة وهذا من الجوانب الإيجابية وتركت الأمر لمجالس الجامعات مع مهلة سنة للتنفيذ، وربما يتضح خلال هذه السنة مبررات تدعو لاستمرار السنة التحضيرية أو تطويرها، وهذا قد يشجع الوزارة على مراجعة هذا القرار والإبقاء عليها، فالهدف الأسمى للجميع هو صناعة تعليم قوي يتناسب مع معطيات العصر الجديد.
سرعة الالتحاق بالتخصصات المرغوبة
أضافت الأكاديمية بجامعة جدة د. دلال السعيِّد، إن الاستغناء عن السنة التحضيرية في الجامعات أمر إيجابي للطلاب، حيث يساعدهم على سرعة التحاقهم بحماس أكبر للتخصص الذي يرغبون في دراسته بعيدا عن التوتر والخوف من عدم تحقيقهم النسبة المطلوبة لهذا التخصص في السنة التحضيرية، بالإضافة إلى أنهم سيقومون بدراسة مقررات أكثر شمولية ودقة وتركيزا، مع المحافظة على طاقاتهم واستثمارها الاستثمار الأمثل منذ بدء دراستهم الجامعية، وفيما يخص المواد الأساسية، فمن وجهة نظري، يجب أن تستهدف هذه المواد تحقيق مواصفات الخريج التي تتطلع لها الجامعة التي ستطبق هذا القرار.
3 برامج تهيئة بديلة
أوضح الأكاديمي بجامعة جدة د. عبدالله الدرعاني، أن إلغاء أو الاستغناء عن السنة التحضيرية هو تحقيق للكفاءة التشغيلية والمحافظة على سنوات التعليم الجامعي وفقا لمعايير جودة عالية تضمن تحقيق عدالة التنافسية واجتياز المهارات الأساسية للخريجين. مبينا أن هناك جامعات وطنية أثبتت نجاح ضرورة الاستغناء عن السنة التحضيرية للمحافظة على سنوات الدراسة الجامعية والطاقات البشرية ومنها على سبيل المثال جامعة جدة، التي لديها برامج بديلة منها برنامج التجسير أو التسجيل المزدوج الذي يسمح للطلاب المتميزين في الثانوية العامة بدراسة المواد الأساسية قبل الانضمام للجامعة وفقا لشروط معينة. إضافة إلى التسريع الأكاديمي أحد البرامج التي تسمح للطلاب باجتياز السنة التحضيرية إذا تم اجتياز الاختبارات التحصيلية التخصصية لمقررات السنة التحضيرية أو الحصول على درجات أو شهادات في اختبارات عالمية مكافئة للمقرر.
وأشار إلى برنامج استقطاب الموهوبين الذي يعد أحد البرامج الرائدة التي يمكن الاعتماد عليها للاستغناء عن السنة التحضيرية والاستفادة من الطاقات البشرية بتوجيهها بشكل سريع للانضمام للتخصصات التعليمية المناسبة لها، إضافة إلى أن تطوير مخرجات الجامعات ومواءمتها مع تخصصات سوق العمل وفقا لأحدث الأنظمة الفاعلة سيساهم في رفع الكفاءة البشرية دون هدر لسنوات الدراسة الجامعية.
رفد المجتمع بمخرجات في مدة قليلة
وبيَّنت الأكاديمية في كلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، د. منيرة القحطاني، أن قرار إلغاء السنة التحضيرية وما يواكبها من تحديث وتطوير في المناهج يصب في مصلحة الطالب بتقليص المدة الزمنية التي يقضيها في الدراسة الجامعية، ورفد المجتمع بمخرجات في أقل مدة زمنية، خصوصًا أن ذلك سيرافقه استحداث مواد تعليمية ومقررات تسهم في تجويد التعليم، وجعل مخرجاته تمتاز بالمهارات والقدرات العلمية التي تفيد المجتمع، وما كان يكتسبه الطالب من مهارات وقدرات تأسيسية في السنة التحضيرية يمكن أن يتحقق من خلال دورات ذاتية تدرج ضمن الأنشطة التي تطلب من الطالب، أو من خلال تركيز الأهداف في أسبوع التهيئة، بحيث يخضع جميع الطلاب للتعرف على المهارات الأساسية التي تساعده في مسيرته التعليمية، إضافة إلى أن الإلغاء سيساعد على تسريع العملية التعليمية، ودفع الطلاب إلى تحمل مسؤولياتهم التعليمية، والاجتهاد في التعليم والتحصيل الذي يسبق الجامعة لأنه سيكون له دور في تحديد المسار.
توفير الوقت والجهد المهدر
وأبدت المستشارة الأسرية والتربوية نور الراجحي تأييدها لقرار إلغاء السنة التحضيرية بأنه قرار صائب، موضحة أن الطالب يمضي في المرحلة الثانوية ثلاث سنوات يدرس فيها علوما منوعة شاملة لجميع المهارات تقريبًا، ثم يختبر القدرات والتحصيلي ليتمكن من دخول الكلية التي يرغب بها، ثم يواجه عقبة اسمها السنة التحضيرية.
وأضافت إن إلغاء السنة التحضيرية هو من أكثر قرارات وزارة التعليم دقة وصوابا، لأن ذلك يوفر الوقت والجهد المهدر، حتى الأسر تعاني مع أبنائها لاجتياز هذه المرحلة. ومن المفترض أن يكون قياس المهارة والميول في المرحلتين المتوسطة والثانوية وليست الجامعية.