وأوضح كارافانو، نائب رئيس مؤسسة هريتيج والمسؤول عن أبحاث شؤون الأمن القومي والعلاقات الخارجية في المؤسسة، أن الإستراتيجية تتمثل في اتخاذ خيارات صعبة وحاسمة بشأن كيفية التعامل مع المشاكل الكبرى والمعقدة، ومع تغير المشاكل يجب أن تتغير الإستراتيجيات أيضًا.
وفي كثير من الأحيان يتطلب هذا الأمر القيام بشيء مختلف بشكل كبير، وفي بداية الحرب العالمية الثانية احتلت الولايات المتحدة المرتبة العشرين كقوة عسكرية، وتم اتخاذ القرار للاستعداد لخوض صراع عالمي والفوز من خلال إجبار جميع دول المحور على الاستسلام غير المشروط، وكان ذلك تغييرًا جذريًا في الإستراتيجية الأمريكية.
وتولد الإستراتيجيات الحقيقية من الخيارات الصعبة، ويجب أن تحدد الغايات (ما الذي ستحققه الإستراتيجية)، والطرق (كيف يحققون أهدافهم) والوسائل (ما الموارد التي سيضعونها للمهمة)، وإذا كانت صيغ النصر مناسبة (من شأنها أن تحقق النتائج المرجوة)، وممكنة (يمكن إنجازها) ومقبولة (الإرادة موجودة للمتابعة)، سيكون هناك على الأقل برنامج عمل لإنجاح ذلك.
ويقول كارافانو إن إستراتيجية الأمن القومي لإدارة بايدن سوف تصاغ من خلال التحديات التي يفرضها العديد من القوى العظمى، سواء ذكرت الإدارة ذلك أم لا.
وهناك أربعة رؤساء متتاليين للولايات المتحدة اعتبروا باستمرار الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية على رأس المخاوف.
وصحيح أنهم تعاملوا مع تلك الدول بشكل مختلف، وصحيح أن كل واحد منهم كان لديه أيضًا بنود أخرى في قائمته، لكن تقييماتهم تشكل أكثر التصورات اتساقًا للتهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الباردة، وهذا يعكس عقيدة قوية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من غير المرجح أن تتغير في أي وقت قريب.
كما أن إطار القوة العظمى له مغزى أيضًا؛ وتمثل هذه الدول مجتمعة تحديات عالمية على نطاق الامتداد العالمي للاتحاد السوفييتي، وعلاوة على ذلك فإن لكل منها - بطريقتها الخاصة - القدرة على تهديد السلام والازدهار والاستقرار في المناطق ذات الأهمية الحيوية لواشنطن.
وبحسب كارافانو، ينبغي قياس إستراتيجية الرئيس جو بايدن بناء على مدى فعاليتها في عصر منافسة القوى العظمى، فهناك قضايا عليا سيتعين على فريق بايدن معالجتها للحفاظ على أمن أمريكا وحريتها وازدهارها.