جان دوندار وهو رئيس تحرير صحيفة جمهوريت السابق، ذكر أن أردوغان كان حريصًا ألا يستهدف سادات بكر بشكل مباشر، وكان صبورًا أيضًا، وقال إنه «يدرك أيضًا أن ما سيقوله عنه بكر غاية في الأهمية».
وتابع دوندار: لهذا السبب أعتقد أن هذه الرسالة قد تم تلقيها وتقييمها، وهذا الأسبوع سيحمل مفاوضات جادة للغاية، إذا جلس بكر على طاولة مساومة من أجل شيء ما، أي ضمان العودة إلى البلاد، وعودته إلى منصبه السابق، وربما مواجهة مع أقرب منافسيه.
وعن شعور جان دوندار بعد تأكيد سادات بكر ما فجَّره سابقًا حول تورط حكومة أردوغان في إرسال أسلحة إلى التنظيمات الجهادية في سوريا، قال دوندار: حقيقة أن تقاريرنا على شاحنات المخابرات عام 2015 قد تم إثباتها من قِبل زعيم المافيا، اليوم تبعث على الضحك بعض الشيء، أنا سعيد لأنه تم التحقق من ذلك، هذا يشبه أن يبلّغ شخص ما عن حادثة سرقة ثم يأتي اللص ويقول «نعم لقد فعلت ذلك».
وأشار دوندار إلى أن ما أدهشه في الفيديو الأخير أن سادات بكر كشف عن صلات شاحنات الأسلحة بالقصر - الحكومة -، ربما كانت تفاصيل كثيرة معروفة في وقت سابق أو متوقعة، لكن لم يجرؤ أحد على تجاوز صلاته بأردوغان.
دوندار كان قد قال في تصريحات أخرى إنه دفع الثمن غاليًا؛ حيث تم «استجوابه ومحاكمته وسجنه وإطلاق النار عليه وإبعاده عن عائلته ونفيه ومصادرة جميع ممتلكاته، بسبب نشره - في عام 2015 - عن هذه الوقائع التي فضحت إرسال المخابرات التركية شاحنات محملة بالأسلحة إلى جبهة النصرة في سوريا».
يذكر أن جان دوندار عندما كان يشغل منصب رئيس تحرير صحيفة «جمهوريت»، نشر صورًا ومقطع فيديو يظهر أن شاحنات تابعة للمخابرات التركية استُخدمت عام 2014 لنقل الأسلحة إلى جهاديين في سوريا.
الاعترافات الجريئة التي أدلى بها سادات بكر جاءت بعد أن أبدى الرئيس التركي دعمه لوزير الداخلية سليمان صويلو، بعد الاتهامات التي وُجهت إليه من قبل سادات بكر.
وفي سياق متصل، أسفرت الاعترافات التي أدلى بها الشهر الماضي زعيم المافيا التركي وشقيقه، عن تحرك السلطات للتحقيق في اغتيال الصحفي القبرصي المعارض كوتلو أدالي.
أتيلا بكر شقيق زعيم المافيا التركي سادات بكر اعترف بأنه تم تكليفه من قِبل المقدم السابق في المخابرات التركية، كوركوت أكان، بتصفية الصحفي القبرصي كوتلو أدالي.
وقدم أتيلا بكر التماسًا إلى مكتب المدعي العام لإخبار المسؤولين عمَّا يعرفه عن مقتل الصحفي القبرصي كوتلو أدالي، وعقب أيام من هذا الالتماس أطلق مكتب المدعي العام بإسطنبول تحقيقًا بشأن «مقتل الصحفي كوتلو أدالي في قبرص».
مكتب المدعي العام قال إنه سيتم طلب معلومات ووثائق من شمال قبرص حيث ارتُكبت جريمة القتل.
كما أشار بيان مكتب المدعي العام إلى أنه سيتم فحص الأدلة الموجودة في تركيا، ودراسة البيان التفصيلي الذي قدمه أتيلا بكر في الالتماس.
وكان سادات بكر قال إن وزير الداخلية الأسبق مسؤول عن اغتيال الصحفي القبرصي كوتلو أدالي، الأمر الذي تسبب في هزة عنيفة بالأوساط السياسية والصحفية في شمال قبرص، كما في تركيا.
وقال سادات بكر إن وزير الداخلية الأسبق محمد أغار، الذي وصفه برئيس الدولة العميقة، ومعه ضابط الاستخبارات كوركوت أكان، كلفا شقيقه بقتل الصحفي كوتلو أدالي، لكنه لم يُتم المهمة.
وقالت إلكاي أدالي، زوجة أدالي، إنها تتساءل عمَّا إذا كانت مزاعم بكر ستلقي الضوء على الحقائق.
وعلى إثر ذلك طالب رئيس الوزراء السابق في جمهورية شمال قبرص التركية، أوزكان يورجانجي أوغلو، بضرورة إجراء التحقيقات مرة أخرى مع جميع الجناة الذين لم تتم معاقبتهم.