ذكر ماجد صلال المطلق في مواقف وخواطر تربوية أن معلما خرج من غرفة المعلمين محرما كالحاج أو المعتمر، وذهب إلى فصله، عندئذ قلت لمدير المدرسة لنأخذ جولة على الفصول، ومررنا على صف المعلم، فإذا به يشرح درس الإحرام، تعريفه، وصفته، ومستحباته، وكيفية لبسه، وشدني المعلم بأسلوبه الإبداعي، فقد شد الطلاب الذين ربما شاهدوا الإحرام لأول مرة في تلك الأيام، البث الفضائي لم يك متوافرا، كان الطلاب مشدودين إلى معلمهم، فرحين بمشاهدة الإحرام وكيف يلبسه المعلم، لم يكتف المعلم المبدع بذلك، بل خرج المعلم ولبس ثيابه، وعاد ليجعل كل طالب يلبس الإحرام، كان درسا لا ينسى، في كل زيارة إلى مدرسة، ومن خلال قيامي بجولة على بعض الفصول، أعيش في قمة السعادة، وأنا أشاهد بعض المعلمين من يقوم بدرس تطبيقي لطلابه، لبعض الدروس التي بالفعل تستحق أن تكون فيها الحصة تطبيقية، لكن قلة من يقوم بذلك، هناك من الطلاب من يكون استيعابه نظريا، والبعض الآخر يكون تطبيقا، مراعاة الفروق الفردية أمر في غاية الأهمية، أتذكر كاتبا صحفيا كتب أن بعض طلاب المرحلة المتوسطة في مدرسته في إحدى المناطق لا يجيدون معرفة صفة الوضوء، عندما ذهب بهم إلى دورات المياه، لكي يقوموا بتطبيق ذلك أمام المعلم، قد لا يصدق يعض الناس هذه الحكاية، لكن هذا ما حدث بالفعل وفق كتابته في إحدى الصحف المحلية، وكذلك شاهدنا كثيرا عند الميقات من بعض المعتمرين من الشباب وغيرهم من الكبار، لا يعرفون كيفية لباس الإحرام وصفته، ولو سألت بعض الطلاب وطلبته منه ذلك داخل الفصل على الأغلب منهم لا يجيد ذلك، الدروس التطبيقية ترسخ في الذهن أكثر من الدروس النظرية، عندما كنا طلابا نتذكر كل درس تطبيقي، ولكن نسينا كل درس نظري إلا القليل حدا، هذا المعلم الذي قام بهذا الدرس التطبيقي لم يك مجبرا على ذلك، لكن الحس الذاتي والحس المهني والتربوي والتعليمي جعله يقوم بهذا العمل، إحساسا منه بأهمية التعليم، وكذلك الرقابة الذاتية، والشعور بالمسؤولية، والحرص على أداء الأمانة، للأمانة هل كل المعلمين حاليا يقومون بمثل هذا العمل التطبيقي لبعض الدروس التي تحتاج لذلك في المدارس، أم إن ما هو موجود لا يرقى إلى مستوى الرضا المطلوب، على الرغم من توفر كافة مقومات التعليم من مبنى مدرسي وكتاب وأدوات ووسائل، زيارة المعلمين لزملائهم بالمدارس الأخرى ومشاهدة بعض الدروس التطبيقية جميل جدا، ويجعل المعلم وخاصة الجديد يستفيد من المعلم الخبرة، وبالتالي تتكون لديه خبرة، ويتكون لديه بناء معرفي كبير، ويجب على كل المشرفين الذين يقومون بزيارات إشرافية على المدارس التركيز على الجانب التطبيقي للدروس داخل الفصول وحث المعلمين على ذلك، لما لها من فائدة عظيمة لأبنائنا الطلاب، المعلمين والمعلمات في مدارسنا فيهم الخير والبركة، وما يقدمونه لأبنائنا وبناتنا في مدارس التعليم يستحقون عليه الشكر والتقدير، دعواتي لكل الزملاء والزميلات بالتوفيق والنجاح.