بلوغ المرام نتفق بأنه صعب المنال، لكن بلوغ الهدف في حد ذاته بداية لتحقيق هدف آخر يأتي بعده، لأن الإنسان طموح يسعى إلى نيل المزيد والمزيد، وتلك الرغبة لا تتوقف، لكن البعض قد يصطدم بواقع مغاير لما كان يتوقعه إما بسبب أن سقف توقعاته لم يتحقق أو يكون بسبب أنه ينظر إلى الأمور بمثالية متناهية، ومن الطبيعي أنه لا يوجد في الحياة تجربة مثالية غير ناقصة، فنجد أن الطالب عندما يلتحق بالجامعة يجد أن هناك زملاء له في الدراسة على قدر من الالتزام الأكاديمي والأدبي، وآخرون لا يكترثون لتصرفاتهم فبعضها قد يكون غير مسؤول، وهنا تحدث الصدمة النقيض وضده في آن واحد وفي مكان واحد، هذه هي الحياة.
ويأتي الوصول لمنطقة الحسم التي يتلاقى فيها الطموح والتقدم والترقي في تحقيق الإنجازات مهما في تحديد الغاية التي نسعى إلى الوصول إليها، لكن عدم تحديد الغاية بدقة قد يقهقر الجهود التي بذلناها ويعود بنا إلى الوراء خطوة أو خطوات، فمن يريد أن يكون من صناع القرار على سبيل المثال ولم يحدد في أي موقع أو جهة يريد أن يتمركز، هنا يوجد خلل بوصلة الوصول الذي يقف بالفرد منا على مفترق طرق، ينظر يمنة ويسرة يلتفت في حيرة ثم يتراجع وقد يكمل في وجهة قد يكتشف في وقت لاحق بأنه اخطأ الاختيار!! في هذه المرحلة لا تفزع، وراجع نفسك وتعلم من تجاربك وخبراتك السابقة وتقدم بخطى ثابتة واستشر ذوي الخبرة.
صحح مسارك أدر دفة قاربك إلى الطريق الصحيح ولا بأس بأن تمنح ذاتك فرصة للتروي والتدبر في تجاربك السابقة، واعلم بأن بوصلة الوصول تختلف كلما تغيرت الغاية، وقد يكون لمجموعة من الأشخاص غاية مشتركة يسعون إلى تحقيقها في آن واحد، فلا تشعر باليأس عندما يحقق زميل لك الغاية التي تسعى إلى تحقيقها لأنه لكل منا منهج يتبعه في تحقيق غاياته ولكل منا بوصلته الخاصة به والتي من خلالها يصل إلى مراده، ومن الطبيعي أن مستويات التفكير تختلف من شخص لآخر ولذلك فهي ليست متقاربة، فأنت لست نسخة من فلان، أنت فريد من نوعك متميز بذاتك مختلف عن غيرك، ومن هنا يجب عليك الفخر بذاتك ولا تجزع من صدمات الوصول عندما تحيد عن تحقيق هدفك فربما سلكت دربا آخر لم تكن على دراية بأنك ستبرع فيه، والسؤال يطرح نفسه: ماذا ستختار؟ الانسلاخ عن ذاتك والتشبه بشخصية تجد أنها مناسبة أكثر بالنسبة لك، أم ستطور من ذاتك وتستفيد من تجارب الآخرين.
الخطأ والصواب يرافقانك أينما ذهبت وحيث توجهت استفد من أخطائك وتجنب الوقوع فيها، واعمل على الرسوخ في سبيل الصواب، فأنت بوصلة وصولك.