قبل عدة عقود كان الشباب في المجتمع السعودي والخليجي بصفة عامة لديه رؤيته الخاصة عن جميع المهن والحرف اليدوية والصناعية مثل النجارة، والحدادة، والسباكة، والنظافة، والطبخ، والميكانيكا وغيرها من المهن اليدوية والصناعية التي يمكن أن يمارسها أو أن يوصف بأنه ينتمي إلى أصحابها، حيث تواجه رفضا كبيرا بل نظرة دونية بسبب أنها تخضع لمعايير تفرضها ثقافة الشاب والمجتمع المحيط به، مما أدى إلى عزوف الشباب عن العمل المهني في المجتمع السعودي وسبب أزمة حقيقية يلمسها الجميع.
ويمكن القول أن الشباب يكتسب تصرفاته وسلوكياته من خلال منظومة القيم التي يؤمن بها. ومع مرور الزمن والمنعطفات الاقتصادية والتحولات الثقافية وارتفاع مؤشر البطالة عمل المسؤولون على تغير هذه الثقافة لدى الشباب من خلال عدد من البرامج التوعوية وبرامج الدعم والتمويل والتدريب المنتهي بالتوظيف وغيرها أدت لحل جزء من هذه المعضلة وذلك لأن المجتمع نسق اجتماعي مترابط الأجزاء وأي تغيير في جزء يصاحبه تغير في الأجزاء الأخرى، فالمجتمع دائما يحاول استعادة توازنه واستقراره، وكان الحل الجذري رؤية 2030 التي تعمل على هذا التوازن. كذلك علينا نحن كشعب قدر من المسؤولية الوطنية وأخص هنا كل من لديه خبرة وعلم أن يعمل على رفع الوعي بأهمية هذه المهن وأنها حجر الزاوية في بناء الوطن بسواعد وطنية وأنها لا تقل عن غيرها من المهن. وهنا نؤكد على مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود «هدفي أن تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم علي كافة الأصعدة سأعمل معكم علي تحقيق ذلك».
هذه اللفتة التربوية من رأس الهرم نحو العمل المهني كفيلة بأن تجعل أبناء المملكة يتسابقون لتعلم مثل هذه الصناعات والأعمال المهنية وتقبلها في القطاعين الخاص والعام، ورؤية 2030 وضعت خططا ضخمة من فرص العمل والوظائف المتاحة بوفرة وفقا للرؤية بأكملها، ولم تغفل مشاركة المرأة في المهن وتوظيفها في القطاعين الخاص والعام، حيث أصبح من ضروريات الحياة بالنسبة لها خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والنقلات الحضارية المتلاحقة التي نعيشها، لتتوافق مع متطلبات سوق العمل المتطور وسوف يتحقق الكثير من زيادة تمكين المرأة في المجتمع كما حددته الرؤية.
وتهدف رؤية السعودية 2030 إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30% من خلال برنامج التحول الوطني، حيت سيتم خلق أكثر من 450 ألف وظيفة جديدة للمرأة.