هذه المرحلة الكثير منا نحن الأمهات والآباء بل أغلب المربين لا نقدر ظروف المراهق فيها، علما بأنه في أمس الحاجة لنا.
المراهق يحتاج وجود الآباء والأمهات والمربين إلى جواره دائما، يشعر بحبهم واهتمامهم وبأنه موجود بينهم ليشعر بالأمان والاستقرار العاطفي والنفسي.
وقمة الإحباط عندما يعتقد المراهقون بأننا لا نقف معهم وننتقدهم باستمرار، ونعاقب دائما، ونصدر أحكاما على كل خطوة من خطواتهم دون وجود حوار حقيقي، فيشعرون بعدم الانتماء وهم داخل منازلهم ومدارسهم.
ومع حدوث ذلك، يمكن أن يفقد المراهقون القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، ويسعون نحو الحصول على الدعم والمؤازرة من أشخاص آخرين قد لا يكونون الأفضل بالنسبة لهم، وكثير منهم من تتلقفه أيد خبيثة تصطاد في الماء العكر.
ووفقا للأبحاث العلمية، هناك نظامان مهمان في مخ المراهق لا ينضجان في ذات الوقت:
نظام ينضج عند سن البلوغ: وهو النظام المسؤول عن السعي وراء المكافآت والفوائد الواضحة (مثل الحصول على شعبية بين الأصدقاء)، والإثارة (مثل كسر وخرق القواعد).
ونظام ينضج في منتصف سن العشرينات: وهو النظام المسؤول عن ضبط النفس.
ولا ننسى التغييرات التي في أجسامهم مع البلوغ، تغييرات جسدية هرمونية تؤثر عليه نفسيا فيتأثر مزاجيا بشكل حاد.
التمرد غير مستغرب في هذه المرحلة يعشق الاستقلالية ويشذ عن القاعدة لإثبات ذاته للكبار.
التمييز بين الإخوة يزيد الأمر تعقيدا وأخص المراهق الذي يرى النقطة جبلا
تتعاظم لديه أدق التفاصيل والأمور.
النزاعات الأسرية لها دور سلبي كبير في حياة المراهق، والمدرسة أيضا إذا لم يجد المراهق الاحتواء من المربين ورفع معنوياته والغوص داخل أعماقه لانتشال كل رهبة وخوف يشعر بها خاصة في حالة رفض وإقصاء المراهق من قبل بعض أصدقائه أو تنمر بعضهم كارثة، وعمل المربين المستمر في خلق جو من المحبة المتبادلة بين الطلبة بعضهم البعض وفي الفصل الواحد واجب ديني وتربوي.
العقاب البدني سيئ، والأسوأ النفسي في جميع المراحل، ولا أخص المرحلة الحرجة من عمر الإنسان وحدها.
أولادنا نحبهم ونريدهم أن يكونوا أفضل منا فلماذا بتصرف غير مقصود نؤذيهم؟!!
إذا تعرضوا لمشكلة ما -لا سمح الله- والحياة لا تخلو من المشاكل وكثيرا ما نكتشفهم من خلال تصرفات سلبية تظهر عليهم كالقلق والتوتر.
صحيح إننا نحرص أن يتعلم أبناؤنا حل كل مشاكل الحياة بأنفسهم، لكن لا مانع من أن نحسسهم بالأمان وأننا بجانبهم دائما للمساعدة.
أبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض الصغار والكبار وأخص المراهق ليشعر بالأمان.
[email protected]