إن هذه الأحلام لم تقتصر على الشباب وحسب بل حتى البالغين المدركين وقعوا في شباكه وإن امتزجت أحلامهم بشيء من العمل الحقيقي أو حتى الوهمي!
فيما يقتنص النصابون والمدلسون تلك العقول الحالمة يعدونهم بالثراء السريع ويجعلونهم يحلقون في سمائه ثم يقعون فريسة الوهم ويدورون في حلقة مفرغة، لا يدركون مخارجها.
وقريبا تحدثت معي إحدى السيدات التي وقعت وزوجها ضحية أحد الأفراد ممن امتهنوا تشغيل الأموال واستثمارها والحصول على الربح السريع فوقعوا في فخ الملاحقة والمطالبة دون فائدة، وفي كل سنة يتم تقديم الوعود لهم باسترداد المبلغ على الأقل دون فائدة.
إن الحياة وتشعبها وزيادة أعبائها جعلت من بعض الناس يغمضون أعينهم عن الكد الحقيقي وفرصه الكثيرة إلى الربح السريع السهل، وإن حالف الحظ بعضهم فخرج منها سالما بأدنى الخسائر، إلا أن الكثيرين ما زالوا يكابدون مصيبة خساراتهم،
والقصص الحزينة في هذا كثيرة، ومنها التعامل بالعملات الإلكترونية الرقمية على اختلاف مسمياتها والتي عجت بها الإعلانات التجارية، حيث حدثني أحدهم عن دخوله هذا العالم المجهول من خلال إعلان فاجأه أثناء تصفحه لأحد البرامج ثم عندما أدرك خطورة ما قام به طلب الانسحاب فطالبوه بمبلغ تحويل كبير بحجة تحويل المال إلى عملة بلاده فلما حول المبلغ طالبوه برسوم تحويل واستمر في سلسلة مطالبات، حتى اكتشف أن الشركة شركة وهمية لا أساس لها في سوق المال والأعمال وخسر كل ما لديه.
وحتى نتفادى خسائر فادحة مالية ونفسية؛ علينا ألا نتعلق بالأحلام التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولنكثر من سماع قصص الناجحين المكافحين الذين خططوا لنجاحهم واستعانوا بالله عز وجل في كسبهم... وكما قيل القناعة كنز لا يفنى ومن القصص الجميلة في القناعة أن محمد بن واسع كان يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل ويقول «من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد».
@ghannia