وفي هذا السياق، علمت «اليوم» أن «المساعي تدور في حل عقدة الوزيرين المسيحيين، بعدما أفضت جهود بري إلى تقدم على صعيد توزيع الحقائب ووزارتي العدل والداخلية»، إلا أن «التيار الوطني الحر يجهد في وضع العصي في دواليب التأليف لإحراج الحريري ومن ثم إخراجه بحجة أنه إذا لم يستطع الحريري التشكيل فليعتذر لأن الوضع الداخلي لم يعد يحتمل إفساحا بالمجال لشخص آخر لضمان استمرارية المؤسسات والنظام»، بحسب مراقبين لــ«اليوم». إلا أن مصادر بيت الوسط، شددت على أن «لا نية للحريري للاعتذار، لأنه لا يريد أن يفاقم الأزمة تعقيدا، وهو يسعى جاهدا إلى إيجاد حل للعرقلة الحاصلة بالتشاور والتنسيق مع مختلف الأفرقاء».
بري لن يستسلم
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث صحفي، أنه «لن يسلم لهذا الواقع المعطَّل، بل إن المبادرة قائمة، ولن يتراجع عنها، بوصفها فرصة لن يكون مثلها، بل لن تتكرر». وقال: «هذه المبادرة لن تستسلم، وستبقى تحفر في الصخر، وتسعى إلى عبور كل الموانع التي تبقي لبنان في حاله الكارثي المتفاقم وتقطع عليه طريق الانفراج، وتكفي فقط نظرة الى حال البلد، وأي منزلق هوى إليه اللبنانيون، فهل يفعلون ويسمعون صوت جوع الناس ووجعهم؟».
فيما يروج نواب حركة أمل وحزب الله أنهم وضعوا خيار الاستقالة من مجلس النواب على الطاولة فيما تتعثر مبادرة الرئيس بري.
أسوأ القيادات
من جهته أكد النائب المستقيل مروان حمادة أن تشكيل الحكومة هي آخر أمل للفرنسيين معطوفا على مساعي الرئيس نبيه بري، لافتا إلى أنها في حال تشكيلها ستكون حكومة إنقاذ ما تبقى قبل التدهور الكامل.
وقال في حديث إذاعي، أمس، إنه «لا يمكن انتظار الرئيس ميشال عون لسنة وأربعة أشهر على هذا المنوال».
واعتبر حمادة أن الغرف السوداء في قصر بعبدا والتي تعطي الأوامر ستؤدي إلى تدهور البلد أكثر، لافتا إلى أن القيادة الحالية في البلاد أقل ما يقال إنها من أسوأ القيادات التي مرت على لبنان، فالجمهورية في مهب الريح.
ونقل الوزير حمادة استياء البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، لأنه كان ينتظر أجوبة لم تأتِه من تيار المستقبل، وهناك قرف فرنسي كبير من التصرفات اللبنانية في كل اتجاه. ولفت إلى أن طرح حكومة الأقطاب كان عفويا من قبل الراعي الذي قلت له إن الشعب كله يرفض هكذا طرح، إلا أن البطريرك يرغب بإعادة جمع الأطراف للحوار فيما بينهم. وناشدت الراعي ألا ييأس وأن يجند الفاتيكان أكثر، فأجاب أن الفاتيكان مجندة لكن المسؤولين لا يلبون.