وأكد أستاذ النقد الحديث بجامعة الملك عبدالعزيز، د. عادل خميس الزهراني، أن الشراكة بين الهيئة ووزارة التعليم تمثل خطوة إستراتيجية مميزة للنهوض بالنشء وبثقافة الوطن، عبر إعداد الأجيال القادمة وتحصينهم بالثقافة الجادة، وتطوير مهارات القراءة والتذوق، والتحليل، والتساؤل، والنقد.
وقال: يمثل الأدب والأنشطة الأدبية واللغوية، محفزًا مهمًّا وعاملًا مؤثرًا في تكوين شخصية الطلبة العلمية والاجتماعية، وصقلها عن طريق غرس عدد من المبادئ والمهارات والسلوكيات الإيجابية، يأتي في مقدمة هذه المهارات التعبير عن الذات وعن الأفكار المزدحمة في أذهانهم بلغة سليمة وواضحة.
مهارة التفكير
وأضاف: يسهم التركيز على الأدب في ترسيخ وتطوير مهارات التعلم الأساسية «القراءة، الكتابة، السماع، التحدث»، وتنمية مهارة التفكير النقدي «استقراءً وتحليلًا»، بالإضافة إلى سلوكيات اجتماعية مهمة مثل التشجيع على التواصل مع المجتمع، ورفع الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، وتنمية روح العمل مع الفريق.
وأشار إلى أن الأنشطة الأدبية المختلفة عامل مهم في تنمية روح المبادرة لدى الطلبة، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة الخارجية مثل المؤتمرات، والندوات، والفعاليات الثقافية، والعلمية.
قيمة إثرائية
وأشار الكاتب والروائي علي الماجد إلى أن القيمة الإثرائية لهذه الشراكة تصل بالأدب السعودي إلى مستوى عالمي يواكب التطلعات، وقال: الهيئة توائم النهضة القادمة، فشعب لا يقرأ لن ينهض بعلمه ليقارع بقية المجتمعات، سواء في النتاج الثقافي أو الإبداع الأدبي وكلاهما يعزز الآخر.
إنتاج راقٍ
وشدد على تشجيع دور النشر على الإنتاج الأدبي الراقي، وليس اللهاث خلف الأرقام كمطبوعات خالية من القيمة الأدبية، وعلى دور النشر أن تتحول إلى شريك فاعل للأديب والروائي وليس مجرد دار مطبعة، واستطرد: المشهد الثقافي العالمي يحتاج إلى جموح في كل أنواع الكتابة، وليس التركيز على الدراما والمشكلات الاجتماعية فقط، فما زالت هناك أنواع كثيرة من كتب الروايات، تحتاج إلى اهتمام أكبر، وتحظى بجمهور كبير من القراء.
بوابة معرفية
أما الشاعرة هند النزاري فقالت: لا بد أن تكون هذه الشراكة وهذا الإثراء وفق محتوى دائم التطوير؛ بحيث لا نقف بالنشء عند مرحلة أدبية معينة، أو منهج مكرر بعيدًا عن مدركاتهم التي يتم تحديثها باستمرار، تبعًا لانفتاح بوابة المعرفة بشكل كبير لحظة بعد لحظة.
توجيه المواهب
وأكدت أهمية ورش تعليم الكتابة الإبداعية إذا أديرت من قبل مدربين محترفين، في توجيه المواهب والارتقاء بها، رغم أن الورش لا يمكن أن تخلق موهبة من العدم مهما كانت مثالية في برامجها وتقنياتها، مشيرة إلى أن هذه البرامج كفيلة بحضور الأدب السعودي في المشهد الثقافي بشكل مميز، إضافة إلى أنها سوف تسهم في خروج أسماء مبدعة بعيدة عن دائرة الضوء، إلى الساحة.