انتقدني أحباب، حينما كتبت عن متاجرة «حماس» بالقضية. وحماس «شركة إخوانية إيرانية»، ومهمتها الأولى تمكين الإخوان ونصرة إيران، والجهاد مجرد عنوان تجاري. مثلها مثل حزب الله الذي يقاتل من أجل سيادة الولي الفقيه، بذات العنوان. وكلاهما خلان يتنافسان أيهما الأولى بنوال خامنئي وجوائزه. بل الجناح الإيراني في حماس على وشك أن يلغي الجناح الإخواني الأردوغاني. ولا يجتمع في قلب طاهر العداء لإسرائيل والولاء لإيران.
القضية الفلسطينية مقدسة، شعب سلبت أرضه ونهبت دياره، وشرد في المنافي، بقرارات القوى الكبرى النفعية المنافقة التي تتخذ من حقوق الإنسان ذريعة لتتنمر، تتجاهل حقوق الفلسطينيين، وتتاجر بالعناوين. لا يهمها لا إنسان ولا حقوق ولا يحزنون.
وكون القضية الفلسطينية مقدسة، لا يعني أن الذين يرفعون شعارها مقدسون، فكثير منهم تجار وسماسرة ونفعيون. ومناوشات حماس لإسرائيل جزء من الاستراتيجية الإيرانية (وأحيانا الاستراتيجية الإسرائيلية) ومتطلبات الوظيفة. ولو كانت حماس منظمة نضالية، وليست سمسارا، لما انجزت استراتيجية إسرائيل بفصل غزة عن الضفة، ولما قبلت إشراف إسرائيل على الهبات التي تصلها من ممولين. ولما أصبحت تزايد على الخمينيين والأردوغانيين، وتحارب من أجلهم. ولما دعمت الحوثيين وميليشيات إيران. وإطلاقها للصواريخ لا مبرر له سوى أنه إسناد لإيران في المفاوضات النووية، وإن تذرعت بأحداث حي الشيخ جراح، إذ دمرت غزة ومات مئات، ولم تتغير مسألة حي الشيخ جراح. والمستفيد إيران وإسرائيل وطبول البروبغندا.
وأمطر زعماء حماس إيران بالامتنان، ولكنهم دعوا الدول العربية (وليس إيران) للتبرع لغزة وإعادة الإعمار. وهم يأملون بهطول شلالات من الأموال. لهذا يعارضون تولي السلطة الفلسطينية، أو الأمم المتحدة، الإشراف على الإعمار. ويتصرفون على أن غزة إمارة مستقلة، وفي ذلك قرة عين لإسرائيل ولإيران معا.
ملاحظة مهمة وذات مغزى ومعنى: معظم الإخوان يرتدون ربطات عنق عصرية زاهية إلا مسؤولي حماس.. لأن إيران تحرم عليهم ربطة العنق التزاما بفتوى الخميني، وكي يدخلهم خامنئي في الصالحين.
* وتر
غزة، مدينة الآلام، وهوية الأوجاع..
ومأتم الدروب
إذ حراب الغزاة الغلاظ الجائلين تنضح بالدماء
من هادريان وهولاكو حتى طلائع خامنئي ونتنياهو الموبوئين بأسقام التاريخ،
[email protected]