وأردفا بقولهما: كانت رسالة الرئيس الروسي واضحة وهي أن استمرار وجود أوكرانيا النابضة بالحياة والديمقراطية والمستقلة سيظل دائما مهددا بأهواء موسكو.
وأضاف: مع احتلال وكلاء روس مقنعين لأجزاء كبيرة من شرق أوكرانيا، وكذلك شبه جزيرة القرم، فإن هذه الرسالة يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
ومضيا بالقول: بعد عودتنا للتو من كييف وخط الاتصال بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا، يمكننا أن نؤكد بشكل قاطع أن حكومة وشعب أوكرانيا لن يتم تخويفهم من خلال تكتيكات بوتين القوية.
وأشارا إلى أن موقف الأوكرانيين على جميع المستويات يدعم بشكل متزايد المزيد من التكامل مع المؤسسات الغربية، من الاتحاد الأوروبي إلى منظمة حلف شمال الأطلنطي. في الواقع، يبدو أن تنمر بوتين كان له تأثير معاكس له.
وتابعا: مع ذلك، فإن العزيمة الأوكرانية ليست وحدها محل اختبار من البلطجة الروسية.
خريطة العالم
ولفتا إلى أن ما بين ما تختبره موسكو هو أحد المبادئ الأساسية للنظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية الذي يتلخص في رفض القوة العسكرية كحل للنزاعات الإقليمية.
وأضافا: على مدى السنوات العشر الماضية، وافق الغرب مرارا وتكرارا على محاولة تغيير خريطة العالم بوسائل عسكرية غير مشروعة، وأصدر بيانات فارغة إلى حد كبير أو عقوبات غير كافية تشير إلى قبول ضمني لمثل هذه التكتيكات.
واستطردا بقولهما: في عام 2008، غزت روسيا جورجيا واحتلت المناطق المتنازع عليها في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وبعد 13 عاما، ما زالت تحت سيطرة موسكو.
وتابعا بقولهما: في عام 2010، بدأت الصين حملتها للمطالبة باسترداد أراضٍ في بحر الصين الجنوبي، لتثبت الحقائق على الأرض في سلسلة من النزاعات الإقليمية مع جيرانها والتي اكسبت بكين مزايا عسكرية كبيرة.
وأضافا: في عام 2014، احتلت روسيا شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا، مما أدى إلى حرب بالوكالة مستمرة أسفرت عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وتشريد أكثر من مليوني أوكراني، ولا تزال لا تظهر أي علامة على تراجعها.
استبداديو العالم
وبحسب الكاتبين، في عام 2015، تدخلت روسيا في سوريا نيابة عن الديكتاتور بشار الأسد، ومنذ ذلك الحين عززت وجودها العسكري على البحر الأبيض المتوسط، وحرضت على قتل عدد لا يحصى من المدنيين سعيا وراء المصالح الإقليمية المتصورة لموسكو.
وأردفا: في عام 2020، هاجم جنود صينيون دورية للجيش الهندي في جبال الهيمالايا على طول الحدود المتنازع عليها، مما أدى إلى مقتل 20 جنديا هنديا.
وتابعا: إن رد فعل الغرب بشكل ضعيف، أو غياب رد فعل على الإطلاق، على هذه الاستفزازات لم يغب عن استبدادي العالم. لقد فهموا الرسالة الناتجة عن ذلك، وهي إن القوة هي الأهم وتساعد في ضمان الأهداف السياسية للحاكم الفرد.
وأوضحا أن سلوك بوتين الأخير تجاه أوكرانيا هو مجرد فصل آخر في هذه القصة.
وأضافا: لا يوجد مكان يمكن فيه مراقبة هذا الدرس عن كثب أكثر من بكين، التي زادت من موقفها العدواني تجاه تايوان منذ أن تولت إدارة بايدن السلطة.
ومضيا بالقول: مع تسجيل أرقام قياسية جديدة للتوغلات الجوية على الأراضي التايوانية بشكل شبه يومي، وتنافس المسؤولين الصينيين في إصدار التصريحات الأكثر عدوانية حول «المقاطعة المنشقة»، فإن الأجواء عبر مضيق تايوان هي الأكثر توترا منذ عقود.
وتابعا: يبدو أن التزام الرئيس الصيني شي جين بينغ بـ «التجديد العظيم للأمة الصينية» وتحقيق «حلم الصين» يعتمد على قدرته على حل مسألة تايوان، بشروط بكين، في العقد القادم.
تاليوان والصين
وأردفا: من الواضح بشكل متزايد أن تايوان لن تنضم مطلقًا إلى تسوية سياسية مع بكين، بعد أن شهدت الاستبداد الصيني في العمل في هونغ كونغ والتبت. الطريق الوحيد أمام شي لتحقيق أهدافه هو التوحيد القسري مع تايوان.
وبحسب الكاتبين، بينما يراقب العالم مضيق تايوان بخوف، فإن أوضح مؤشر للأحداث المستقبلية هو عدم استجابة الغرب المستمرة لعدوان مماثل.
وأضافا: يدرك شي جيدا النجاح الذي حققه زملاؤه الاستبداديون في موسكو في تغيير الجغرافيا السياسية لمنطقته تحت تهديد السلاح. نظرا لأنه يفكر في احتمال التدخل الأمريكي في صراع محتمل في تايوان، فإن لدى شي أدلة وافرة تعارض الرد الغربي القوي.
وتابعا: لدى الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها فرصة في أوكرانيا لإظهار التزامهم بالنظام الدولي الحالي، وبالتالي ردع المعتدين المحتملين قبل وقت طويل من الحاجة إلى القوة العسكرية.
أوكرانيا والناتو
ومضيا بالقول: في أوكرانيا، يمكن للولايات المتحدة أن تتصرف بسرعة لتوسيع مكانة الحليف الرئيس من خارج الناتو وتوسيع نطاق مساعدتها الأمنية بشكل كبير، بما في ذلك من خلال توفير تقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار، ومعدات الحماية الشخصية الأكثر تطورًا لقوات الخطوط الأمامية، وتنفيذ عمليات بحرية معززة للملاحة في البحر الأسود جنبا إلى جنب مع الشركاء في الناتو.
وتابعا: مثل هذه الإشارات سترسل رسالة واضحة ليس فقط إلى موسكو، ولكن إلى بكين وطهران وبيونغ يانغ أيضا.
واختتما بقولهما: العقد المقبل لن يكون بالضرورة عقدا من العدوان العسكري والمغامرة من قبل منافسينا المستبدين. لكن منعهم من أن يكونوا كذلك يتطلب من واشنطن أن تعمل بشكل استباقي، قبل فوات الأوان للردع.