ومن سلبيات سرعة الدخول بعلاقة جديدة والزواج، أن تتم المقارنة بين الشريكين بشكل دائم، وتحميل الشريك الجديد مشاكل ومخاوف العلاقة السابقة، وأحيانا تطغى المزاجية على الحقيقة فيتم الحكم على تصرفات الزواج الثاني بخبرات وتجارب الزواج الأول مما يؤثر على استقرار العلاقة الجديدة، وقد مرت علي حالات كثيرة استعجلت بالزواج بعد الطلاق فتأثر زواجهم بالحروب المستمرة بين المطلقين وخاصة في النفقة ورؤية الأولاد وإقحام الزواج الجديد بالمشاكل مما يؤثر على العلاقة فيحدث طلاق آخر، كل ذلك بسبب العجلة في الدخول في العلاقة بعد الطلاق، وهذه الحالة تسمى (العلاقة المرتدة)، بمعنى أن يستعجل المطلق بالبدء بعلاقة جديدة ليرد اعتبار ذاته.
وحتى يتجاوز المطلق هذه السلبيات (والعلاقة المرتدة) عليه أن يقوم بإجراءات التعافي بعد الطلاق وهي: أولا الانشغال بهواية أو تنمية موهبة أهملها أو المشاركة بعمل تطوعي أو الاهتمام بالقراءة أوعمل مشروع جديد ينشغل فيه، وكل هذه الأعمال من أجل إعادة بناء الثقة عنده بعد هزة الطلاق، والأمر الثاني رؤية المطلق من طلقه أنه شخص جديد لأن معاملته ستختلف معه بعد الطلاق، ولن يستمر كما كان أيام الزواج، والأمر الثالث في حالة وجود أبناء فيكون التركيز عليهم بالتربية والاهتمام بهم حتى لا يتأثروا كثيرا من الفراق، ولابد من تحديد طرق التواصل بين المطلقين من أجل الأولاد والنفقة والرؤية، والأمر الرابع أن يحاور المطلق نفسه بطريقة إيجابية ويعمل الأشياء التي تسعده ويصاحب الشخصيات الإيجابية حتى يطرد حزنه ويكون متفائلا، والأمر الخامس يتذكر أن الحدث الذي يعيشه فيه خير كبير ولكنه سيكتشف هذا الخير في المستقبل، فكل ما قدره الله تعالى فيه خير حتى لو لم نشاهد الخير الذي فيه.
والأمر السادس أن يبتعد عن الانتقام والشتم وتشويه السمعة فإن هذه الأخلاق تؤذيه قبل أن تؤذي الطرف الآخر، وأخيرا إن لم يستطع أن يتجاوز الألم والحزن فليستعن بالله تعالى ويعمل لنفسه برنامجا إيمانيا من صلاة وصيام وقراءة للقرآن وكذلك يستشير خبيرا أو مختصا يساعده، فهذه سبعة أمور تساعدك على التعافي من هزة الطلاق وأهمها (الاستراحة).
drjasem@