ولكن الدفاع عن اللقب الأوروبي كان هدفا مهما لدل بوسكي وفريقه في ظل توافر العديد من عناصر النجاح، وأهمها الخبرة التي اكتسبها العديد من لاعبي الفريق بعد الفوز ببطولتين كبيرتين هما يورو 2008 ومونديال 2010 والتألق الهائل لبرشلونة على الساحة الأوروبية في نفس التوقيت بما يضمه الفريق من عدد كبير من لاعبي الماتادور الإسباني.
ولم يجر دل بوسكي تغييرات جذرية على أداء أو تشكيلة المنتخب الإسباني بعد أراجونيس، وإنما واصل الاعتماد على العديد من عناصر الفريق من ناحية وعلى أسلوب «تيكي تاكا» الشهير الذي فاز به الفريق بلقبي يورو 2008 ومونديال 2010.
كما توفر لدى الفريق العنصر المعنوي في ظل قدرة دل بوسكي نفسه على التعامل بأفضل شكل ممكن مع النجوم ما ساعده والفريق على تحقيق العديد من الأرقام القياسية في السنوات الأربع الأولى له مع الفريق. وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل يورو 2008، خاض المنتخب الإسباني يورو 2012 وهو مرشح بقوة للدفاع عن اللقب.
واستهل الفريق رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي بتعادل ثمين مع المنتخب الإيطالي قبل تحقيق الفوز على نظيريه الأيرلندي 4/ صفر والكرواتي 1/ صفر، ليتأهل بجدارة إلى دور الثمانية بعد تصدر مجموعته.
وتخطى الفريق عقبة صعبة في دور الثمانية بالفوز على فرنسا 2/ صفر، ثم أطاح بالبرتغال من المربع الذهبي عن طريق ركلات الترجيح قبل أن يصطدم بالمنتخب الإيطالي الآزوري في المباراة النهائية.
وفي النهائي، كانت المواجهة على عكس ما كانت بين الفريقين في الدور الأول للبطولة نفسها، حيث تغلب المنتخب الإسباني على الآزوري برباعية نظيفة ليكتب سطرا جديدا في إنجازات هذه الحقبة الذهبية للكرة الإسبانية.
وفي المقابل، لم يستطع المنتخب الألماني (مانشافت)، الذي حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات بثلاثة انتصارات متتالية، أن يواصل مسيرته حتى النهاية في هذه النسخة، حيث سقط أمام الآزوري في المربع الذهبي.
وأقيمت فعاليات هذه النسخة بالتنظيم المشترك بين بولندا وأوكرانيا لتكون النسخة الثانية على التوالي من أمم أوروبا التي تقام بهذا النظام، حيث سبقتها نسخة 2008 في سويسرا والنمسا.