قال أحد هواة الدبابات النارية حمدان الدوخي 16 عاما: أزور تلك المواقع بين الفترة والأخرى مع العائلة، ولكن ما لفت انتباهي هو عدم وجود قواعد السلامة في المركبات، وكذلك لا يوجد فيها حزام أمان يقي من خطر السقوط -لا قدر الله-، لأن مثل هذه الدبابات ليس لها أبواب، فيجب أن يراعي ملاك هذه الدبابات سلامة المستأجرين، وهذا ما يحفظ السلامة للجميع ويقلل خطر الحوادث.
القيادة بسرعة زائدة
أشار المواطن سلطان الدوسري، إلى ضرورة تشديد الرقابة على الساحات التي يمارس فيها هواية ركوب الدبابات، وأن يلتزم كل مستأجر بتعهد ورقي بخلو المسؤولية في حال وقوع حوادث -لا قدر الله-، وهذا يحفظ الحق لكلا الطرفين، في حين لا تزال السلامة غائبة رغم التحذيرات، وتقع الكثير من الحوادث نتيجة السقوط والسرعة الزائدة على الرمال والمرتفعات الرملية، ويجب أن تراعى نوعية الأراضي التي يمارس عليها قيادة الدبابات وأن تكون على أقل تقدير مستوية تتماشى مع الطرق العادية.
تكثيف التوعية الصحية
أضاف المواطن بادي الدوسري: جئت إلى شاطئ نصف القمر برغبة من الأبناء لركوب الدراجات النارية والاستمتاع بها رغم ارتفاع درجة الحرارة، وشاهدت هذا الكم الكبير من الدبابات التي تفتقد وسائل السلامة وكذلك الرقابة الصحية، حيث لم أشاهد أحدا يرتدي خوذة واقية، ولا وجدت أيا من ملاك هذه الدبابات واقفا على عمله ليرشد المستأجرين بالطريقة السليمة للاستخدام، كما وجدت غياب التعقيم وتطهير الدبابات، لذا أطالب الجهات الصحية بتوعيتهم بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية في ظل جائحة كورونا.
بؤر لنقل العدوى
ذكر أحد الهواة محمد الدوسري أن مثل تلك المواقع تنقل العدوى -لا قدر الله-، في ظل عدم سؤال المستثمر بهذا النوع من الرياضات عن تطبيق «توكلنا»، كما أنه يقوم بتأجير الدراجات فور دفع ثمن المدة والذي يبلغ 40 ريالا في الساعة، مضيفا إن افتقاد وسائل السلامة الضرورية أمر في غاية الخطورة، لأن من يستخدم هذا النوع من الدبابات من مختلف الأعمار مثل الأطفال والرجال والسيدات.
ذكر عامل في مجال تأجير الدبابات محمد آدم، أنه ينظف الدبابات باستمرار بعد كل استخدام، ويحرص على التزام المستأجر بقواعد السلامة قدر الإمكان، كما يحرص على متابعة قائد الدباب إذا حصل له أي عطل، لافتا إلى توجيه المستأجرين كل حسب عمره عن بعض المواقع التي تكثر فيها الرمال، والأماكن الآمنة والخطرة للقيادة.
لفت عامل في مجال تأجير الدبابات معز رابح، إلى عدم امتلاكه خوذا تقي المستأجرين ولا معقمات بل يستخدم «الفوط المبللة» بعد كل زبون، لعدم توافر هذه الأدوات، مشيرا إلى أن الكثير من أولياء الأمور يعقمون الدبابات بأنفسهم قبل أن يركب وبعد الانتهاء منها، مضيفا إنه لم يتم تبليغهم بالتعقيم المستمر.
1200 إصابة في سنتين
بينت استشاري جراحة العظام في المستشفى الجامعي بالخبر د. دلال بوبشيت، أن عدد الإصابات الناتجة عن مشاكل الدبابات والتي باشرها المستشفى بلغت 1284 إصابة في عامي 2019 و2020م، أي أن متوسط الإصابات في 2019 بلغ 61 إصابة في الشهر، وفي عام 2020م كان 46 إصابة.
ولفتت د. بوبشيت إلى أهمية أن يكون الترفيه آمنا بشكل أكثر تنظيما، وأن تقوم الجهات ذات العلاقة بدور هام من أجل توفير مساحات وأماكن مهيأة لممارسة هذا النوع من الرياضات كحلبة تتوافر فيها الخوذ ووسائل السلامة، لافتا إلى وقوع حوادث بسبب افتقاد وسائل السلامة مثل التفاف العباءة على إطار الدباب مما أدى إلى انقلابها وسقوط الدباب على الراكبة مما سبب لها كسورا، وتعرض طفل أقل من 5 سنوات إلى بتر في أصابع رجله لعدم ارتدائه وسيلة آمنة لتغطيتها، وللأهمية البالغة يجب تحديد أعمار معينة لهذا النوع من الرياضات، وأن تكون هناك مسارات خاصة للبنات، ومساحات مضاءة في أوقات الليل، وتحديد خط سير واضح بعيدا عن الكثبان الرملية والمنعطفات الخطرة.
وأشارت إلى وجود تعاون بين جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل وأكثر من جهة رسمية وخاصة وأهمها أمانة المنطقة الشرقية ومجلس المسؤولية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية لعمل مخطط لمضمار آمن، وتم تصميم مضمار أطلق عليه المضمار الآمن، وتم عمل تصميمه بالتعاون مع كلية الهندسة بالجامعة ليكون كمخطط للمضمار في المنطقة، ويعمم على الرياض وجدة، ونتمنى بحث الموضوع واتخاذ إجراء واضح ومحدد حياله.
حملات أمنية لضبط المخالفين
أوضح وكيل الأمين لشئون البلديات والمشرف العام على إدارة الإعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن الأمانة طرحت مجموعة من المواقع لممارسة رياضة الدبابات النارية، وتم وضع اشتراطات حديثة تراعي سلامة الجميع، واشتراطات خاصة لنوعية الدبابات المستخدمة تتضمن وسائل السلامة منها عدم الانقلاب.
وأكد أن الأمانة مستمرة في ممارسة دورها الرقابي عبر الجولات الميدانية من قبل الفريق الميداني، بالإضافة إلى تفعيل حملة أمنية على مواقع ممارسة نشاط تأجير الدبابات البرية بشاطئ نصف القمر بمشاركة مرور الظهران وشرطة الظهران والدوريات الأمنية بالظهران، ونتج عنها رصد عدد من مخالفي أنظمة العمل، وعدد من العمالة السائبة، وحجز عدد من الدبابات من المواقع غير الملتزمة بإجراءات السلامة المرورية لمدة أربعة أشهر تقريبا، وتم تطبيق الغرامات بحقهم وتوجيههم بالالتزام بتطبيق إجراءات السلامة المرورية.
ولفت إلى أنه سبق وتم عقد عدة اجتماعات مع لجنة السلامة المرورية بمشاركة شركة أرامكو، لبحث سبل التطوير وتطبيق أنظمة السلامة لأنشطة الدبابات.
