التغيير والتطوير والتحول الجذري السريع في ممارسات الناس تؤدي في بعض الأحيان للصدمة والمقاومة، خاصة عندما لا تكون جميع الأطراف المستهدفة من التطوير مشاركة في وضع خطة التغيير والتحول. ويصبح التغيير أكثر صعوبة إذا كان تأثيره السلبي مباشراً في حياة الناس وأداء المؤسسات الربحية وغير الربحية، الحكومية والخاصة لارتباط تأثيره بمختلف جوانب الاقتصاد.
معادلة التحول والتغيير والتطوير ذات أطراف كثيرة تتأثر بما يحدث من صدمات مقصودة وغير مقصودة، لذلك يؤكد خبراء التطوير والتحول أهمية مشاركة جميع هذه الأطراف في رسم خطة التحول وأهدافها وآليات تنفيذها وتوزيع أدوار المنفذين. إن فرض التغيير على هذه الأطراف من غير توضيح للأهداف والفوائد والتكاليف سيؤدي إلى صدمة ومقاومة، وبالتالي تتأخر خطة التحول والتطوير مما يهدر الكثير من الموارد المالية والبشرية والوقت.
ومن التحديات التي تواجه خطة التغيير والتطوير والتحول صياغتها في برج عاجي بعيداً عن المستهدفين منها سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات. وأؤكد أهمية الشفافية في صياغة أهداف التغيير والتطوير والتحول وإمكانية تحقيقها من خلال العنصر البشري المدرب والموارد المالية والتكنولوجية المتوافرة لإنجازه.
لا نلمس نتائج التغيير والتطوير والتحول الهادف في المدى القصير، خاصة البسطاء من الناس الذين يشكلون نسبة كبيرة بين المستهدفين والمستفيدين منه، لذلك أرى ضرورة التوعية المستمرة بأهميته وفوائده وتكاليفه وضرورته لكسب تعاون الناس في تنفيذه بأقل ما يمكن من التكاليف والمقاومة، التي قد تكون بسبب غموض أهداف التحول والتغيير وقصر النظر عند قراءة الفوائد، التي ستعود على جميع الأطراف المستهدفة من التغيير.
وفي الختام، علينا ترسيخ أهداف وآليات التغيير والتطوير وفوائده للمستفيدين من التدريب والتطوير، إضافة إلى مشاركة المستفيدين في رسم خطة التغيير والتحول. أما الصدمات القوية، فإنها محبطة وتساهم في مقاومة التطوير والتحول، لذلك علينا تفاديها بقدر المستطاع. وأوصي بالتحفيز والتدرج والتأني في التغيير والتطوير، فقد اثبتت الدراسات أهمية محفزات التغيير وسلاسته للوصول للغاية المنشودة من غير مقاومة وصدمات.
@dr_abdulwahhab