إذا غضب والدنا كانت سندنا، وإذا غضبت تقبلنا عقوبتها -وقليلاً ما تعاقب- بصدر رحب.
كبرت وتوظفت وتزوجت، وكنت أتخذ القرار فتشجعني وتؤازرني ولا تتدخل إلا إذا طلبت رأيها، وكان رأيها دوماً أحسن من رأيي.
لم أسمعها يوماً تتدخل في حياتنا الزوجية وكانت تقول دائماً: لا أحب بعدكم عني! ولكن من رأى مصلحته في الابتعاد فليبتعد، ولم يبتعد عنها أحد، بل كان لكل أخ وأخت غرفة بالقرب من غرفتها، وكان اجتماعنا غرفتها.
كانت راقية في تعاملاتها، راقية في حبها، لم أسمعها يوماً تتكلم بحقد عن شخص، عندما اختلف أحد أقاربي مع زوجته وذهبت لأهلها، اتصلت وهي في مرضها على الزوجة وتكلمت معها حتى أعادتها لزوجها، فقيل لها: أنتِ مريضة لا تشغلي نفسك وتزيدي آلامك! فقالت: أحببت أن أرحل وقد أصلحت بيتاً.
رحم الله والدتي وصديقتي وشريكة نجاحي وجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة وأمواتكم، ومما عزاني وعائلتي نعمتان تستحقان الشكر، نعمة الإسلام التي تزيل الغشاوة وتطمئن على مصير الراحلين، ونعمة هذا الوطن، الذي تتكاتف قيادته وشعبه مع كل فرد منه في سرائه وضرائه، فسعدت بعزاء أميرنا الراقي والمثقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وعزاء أميرنا الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، واتصال أميرنا النشط صاحب السمو الأمير منصور بن محمد آل سعود محافظ حفر الباطن، واتصال أميرنا المميز صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله بن جلوي، وسعادة وكيل إمارة المنطقة الشرقية، وسعادة رئيس جامعة حفر الباطن، والزملاء والقيادات في هذه الصحيفة، وأصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة، وكل أخ وأخت اتصل وأرسل وزار رقياً منه وسمواً تعجز أن تحيط به الكلمات.
قال أحد المعزين مأجوراً مشكوراً: لا تحزنوا فلم تقصروا معها حتى آخر لحظة من حياتها، شكراً لحسن ظنه ولكن مهما بذل الولد فلم ولن يقوم بدقيقة بذلها الوالد من أجله، وكل حياة الوالدين بذل.
رحم الله أم شلاش ورحم الراحلين، وجمعنا بهم في عليين.
@shlash2020