يتزايد العمل التطوعي، ويقفز قفزات نوعية، ويحقق نجاحات باهرة نعتز بها، فكل يوم نشهد مبادرة جديدة أبطالها هم المتطوعون من الشباب والشابات، الذين يستثمرون وقتهم في خدمة مجتمعهم وكل ما يحقق للمجتمع الازدهار والرقي.
إن العمل التطوعي أصبح قامة سامقة في سماء وطننا الغالي وهذا يعكس ما يتحلى به أبناء وبنات المملكة من حماس وتفاعل إيجابي لا حدود له، للمشاركة في تنمية الإنسان والمكان، فالجميل أن كل المبادرات والأعمال المجتمعية يشارك بها كوكبة من المتطوعين والمتطوعات بكل جدارة واقتدار وفن لإنجاح الفعالية والوصول بها إلى نجاح مميز منفرد، فخير مثال مبادرة «عمار السعودية»، هذه المبادرة التطوعية، التي تعكس روح التكاتف القوي والعملاق، الذي نعيشه تحت سماء الوطن، فقد شاهدت وانبهرت بالحماس، الذي يتصف به المتطوعون من الجنسين، تجد الرغبة الجامحة لصناعة الجميل، والمهارة المتقنة، والحماس المبني على المعرفة، والأجمل أنهم بكل فن أنجزوا 70 منزلاً في الدمام، وتحديداً في حي الدواسر الحي الأصيل والقديم قاموا بترميمها وإعادة الجمال لها، وإزالة التشوه البصري، الذي كانت تعاني منه، حيث تفننوا في إكساب المنازل الألوان الزاهية، التي منحتها الجاذبية والجمال البصري.
240 متطوعا ومتطوعة سخروا جل وقتهم لعمل إنساني نبيل، أوقعوا الفرح والسرور في قلوب أهلنا سكان هذه المنازل، فهنيئاً لهم، وللقائمين والداعمين من الجهات الحكومية والأهلية على ما قدموه من عمل جليل وفضيل يفخر به الجميع.
أحد ذوي الإعاقة من سكان الحي، التقيته عند باب منزله سعيداً مبتهجاًا ابتسم لي وبادلته الإبتسامة، ثم قال لي: «الله يعطيهم الصحة والعافية ومن الأحسن إلى الأحسن إن شاء الله، والله لا يغير علينا في بلدنا إن شاء الله، وسووا بيتنا والحارة كلها»، فعلاً اللهم آمين، الله لا يغير علينا.
فأي شخص منا يشاهد هذا التكاتف والتعاطف الإنساني يعتريه شعور لا يستطع عليه صبرا، فينفجر فخراً، ويترنم بما نعيشه من رخاء، وتكاتف، وإخاء لا مثيل له، في وطننا الذي ينعم بفضل الله بقيادة حكيمة رسمت لهذا الوطن وشعبه خارطة طريق تسير بنا نحو الأفضل، وتوفير وتسخير كل الإمكانات، التي تحقق جودة الحياة للجميع دون استثناء.