@azizmahb
«ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله»، ذلك هو يقين قيادة الوطن، وهذا هو الحلم الذي يركن على كاهل شعب تباهى به سمو ولي العهد بكلماته، ووصفه «جبار وعظيم» لا يعرف التحديات، ولا يعرف الخوف، ولديه همة عالية «كجبل طويق»، همة لا تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض. مواقف راسخة وكلمات متناثرة يتجلى معها قناعة الدولة بقيمة سواعد مواطنيها، الذين آمنت أن إنفاق ملايين الريالات في بنائهم ليس هدراً في الميزانية، بل استثمارات ذكية تعود بالربحية، لذا فهي لا تفاخر بطول واتساع العمران، بل بصناعة الإنسان وشراكته في البنيان. إنهم فرسان العطاء والتطوير، وحلفاء الازدهار والتغيير، الذين أثبتوا في كل عام وعلى الدوام أنهم جزء من جسد هذه المنظومة، وشركاء يقفون دعائم إرادة القيادة وإدارة الدولة بسموهم على كل التحديات، فخرجوا من دوامة الأماني والأمنيات، إلى ميدان العمل والإنجازات، وبنوا مجداً يخلده التاريخ في عدة مجالات. فها هم في الصحة يصنعون نموذجاً عالمياً لإدارة الأزمات، والسيطرة على الأوبئة والفيروسات، فضلاً عن الابتكارات التخصصية في الحقول الطبية المتعددة. وفي التقنية، أحدثوا الفرق وحصدوا جوائز السبق، وأنشأوا العديد من التطبيقات النوعية والأنظمة الرقمية، التي تنظم وتضمن جودة الحياة، وتدير وتنجز مختلف المعاملات والتعاملات. وها هو التعليم يخرّج لنا فرسانا وروادا في شتى أبواب العلوم، استطاعوا تبوء مقاعد جمة في المسابقات الدولية، وسجلوا العديد من الابتكارات العلمية. وعلى ضفاف آخر، نجدهم في الإدارة برهنوا جلياً أنهم يملكون خبرات تراكمية ومكتسبات مهارية ومخازن معرفية أسهمت في قيادة العديد من المؤسسات، وكذلك المبادرات باحترافية عالية نحو تحقيق العوائد المستهدفة، ومنها قيادة قمة مجموعة العشرين، التي تمت بنجاح مبهر، وفي أحلك الظروف الاستثنائية وأقساها، بالإضافة لتوليهم مقاعد رأس الهرم في العديد من المنظمات الإقليمية والعالمية. وهناك مجدٌ لهم في الصناعة والطاقة، وآخر في البيئة والرياضة والاقتصاد والثقافة وغيرها من محطات الشغف، التي تعهدوا أن يضعوا بصمتهم عليها، وأثرهم في توجيه مؤشر بوصلتها نحو صفوف المقدمة.
ونظراً لأن المملكة تعيش نهضة شمولية غير مسبوقة، وحراكا تطويريا متسارعا ترتكز فيه على أبناء هذا الوطن، أرى أهمية إنشاء «المنصة الوطنية للخبراء» لتكون قاعدة بيانات مرجعية لمؤسسات الدولة وصُناع القرار بالمختصين ذوي الخبرة في المجالات العلمية والعملية المختلفة، وذلك بهدف استثمار ما لديهم من إمكانات كالمشاركة في الفرق الاستشارية، والمساهمة في بناء الخطط الإستراتيجية، والمبادرات والأبحاث الفنية، وكذلك الاستقطاب منها للمراكز القيادية، والمواقع الوظيفية التخصصية الواعدة ونحو ذلك. إذ يتطلب الإعداد لها أن تكون مجالاتها مرتبطة ببرامج ومشاريع الدولة في الحقبة الحالية والمستقبلية، وأن تكون المعلومات المطلوبة محددة ومركزة ودقيقة جداً لسهولة الوصول للخيار المناسب للمهمة وفي وقت وجيز، مع ضرورة تضافر جهود الجهات ذات العلاقة في بنائها وتشغيلها كالموارد البشرية وسدايا وغيرها، لتكون رافداً محورياً في بناء مستقبل المجد الحضاري، وداعماً لطموح سمو ولي العهد التنموي... «بعون الله ثم بعزيمة أبناء الوطن، سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد».
@azizmahb
@azizmahb